شهدت الأسواق المالية العالمية ارتفاعًا ملحوظًا يوم الأربعاء وسط تعاملات حذرة، حيث تتجه الأنظار نحو صدور بيانات أسعار المستهلك في الولايات المتحدة، والتي قد تؤثر بشكل كبير على توقعات السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي. وفي الوقت ذاته، يترقب المستثمرون عن كثب تقارير أرباح البنوك الكبرى، لمعرفة ما إذا كانت ستتماشى مع التوقعات المرتفعة التي تدور حولها.
أما سوق السندات فقد تنفست الصعداء بعد موجة من عمليات البيع المكثفة في الفترة الماضية، حيث تراجعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية. كما شهدت العائدات على السندات الألمانية لأجل 10 سنوات انخفاضًا كبيرًا، مسجلة ثاني أطول فترة من تراجع أسعار السندات خلال أكثر من أربعة عقود.
وفي السياق نفسه، ظلت العقود الآجلة في وول ستريت مستقرة خلال التعاملات الأوروبية. وقد أشار مارك أوستوالد، كبير خبراء الاقتصاد العالمي في شركة "إيه دي إم"، إلى دلالات هامة وردت في "الكتاب البيج" الذي أصدره الاحتياطي الفيدرالي لشهر ديسمبر/كانون الأول. وأوضح التقرير أن هناك ارتفاعًا في النشاط الاقتصادي العام، إلا أن مؤشرات الضغط على الأسعار لا تزال مستمرة. وأضاف أوستوالد أن قوة بيانات الوظائف الأخيرة، إلى جانب التوقعات بمتانة البيانات الاقتصادية المقرر صدورها هذا الأسبوع، من المرجح أن تدفع الاحتياطي الفيدرالي لتعليق دورة خفض أسعار الفائدة مؤقتًا.
في الوقت الراهن، تشير أسواق المقايضات إلى توقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيقوم بخفض سعر الفائدة مرة واحدة فقط خلال هذا العام، مع احتمال أقل لتخفيض ثانٍ بمقدار ربع نقطة مئوية. حيث تم تسعير 31.4 نقطة أساس فقط من تخفيف السياسة النقدية. وهذا الرقم أقل من حوالي 45 نقطة أساس كانت السوق تسعرها قبل أسبوع، عقب تقرير الوظائف الأمريكي لشهر ديسمبر الذي أظهر نموًا قويًا في التوظيف.