أفادت وكالة رويترز أن الكونغو ورواندا تعتزمان التوقيع على اتفاق في واشنطن يوم الجمعة لتعزيز السلام والتنمية الاقتصادية، وذلك في إطار جهود دبلوماسية تهدف إلى إنهاء العنف المشتعل بسبب تقدم المتمردين المدعومين من رواندا في شرقي الكونغو. يبعث هذا الاتفاق آمالًا جديدة في تقليص موجة العنف الأخيرة التي تعصف بالمنطقة، والتي هي جزء من صراع تاريخي يعود إلى الإبادة الجماعية في رواندا. كما يسعى البلدان إلى جذب استثمارات أمريكية ضخمة في قطاع المعادن. ومع ذلك، فإن الدعوات السابقة لوقف إطلاق النار لم تؤدِ إلى توقف دائم للقتال.

من المتوقع أن يوقع وزراء خارجية الكونغو ورواندا الاتفاق خلال حفل يحضره وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو. وتجري واشنطن محادثات لاستثمار مليارات الدولارات في المعادن في الكونغو المعروفة باحتياطياتها الغنية من النحاس والكوبالت والليثيوم، وهي مواد حيوية تُستخدم في صناعة الهواتف المحمولة والسيارات. كما أعلنت رواندا هذا الأسبوع أنها تتفاوض مع واشنطن بشأن صفقة محتملة في مجال المعادن.

تشهد الكونغو تصاعدًا في أعمال العنف منذ الهجوم الكبير الذي شنته حركة إم23 المدعومة من رواندا في يناير/كانون الثاني الماضي، والذي أسفر عن السيطرة على أكبر مدينتين في شرق البلاد. وتؤكد كل من الأمم المتحدة والدول الغربية أن رواندا قامت بتزويد حركة إم23 بالأسلحة والعناصر المسلحة. وتنفي رواندا تلك الاتهامات، مشددة على أن جيشها يتصرف دفاعًا عن النفس ضد الجيش الكونغولي وميليشيات أخرى ترجع جذورها إلى مجرمي الإبادة الجماعية في عام 1994.

أبدت قطر والولايات المتحدة اهتمامهما بالتوسط لإيجاد حل لهذه الأزمة. وفي مارس/آذار الماضي، قامت قطر بترتيب لقاء مفاجئ بين الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي ونظيره الرواندي بول كاغامي، حيث دعا الزعيمان إلى وقف إطلاق النار.

أيضًا، استضافت قطر محادثات بين الكونغو وحركة 23 مارس/آذار، حيث أصدر الجانبان بيانًا هذا الأسبوع تعهدا فيه بالعمل نحو تحقيق السلام و"فتح صفحة جديدة"، كما أعلنا عن "الالتزام الفوري بوقف الأعمال العدائية".

وفي هذا السياق، أوضح مصدر دبلوماسي أن الاتفاق المزمع توقيعه يوم الجمعة يهدف إلى تعزيز "مسار السلام والاستقرار والتنمية الاقتصادية الشاملة" في شرق الكونغو، بالإضافة إلى "استئناف العلاقات الثنائية الطبيعية". وأكد مصدر آخر مطلع على الاتفاق أنه يهدف إلى بناء ثقة المستثمرين. واعتبر المصدر الدبلوماسي أنه يمثل "إعلان مبادئ" وأهدافًا واسعة النطاق يُعمل لتحقيقها.