تداولت الأسهم العالمية بحذر يوم الخميس، حيث واجهت الأسهم الآسيوية ضغوطات نتيجة تأثير خطط الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالإضافة إلى المخاوف الجيوسياسية والموقف الحذر من صانعي السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما أثر سلبًا على معنويات المستثمرين.
أدى تزايد عزوف المستثمرين عن المخاطرة إلى رفع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية، في حين ارتفع الين الياباني، الذي يُعتبر ملاذًا آمنًا، ليصل إلى أعلى مستوياته منذ أوائل ديسمبر مقابل الدولار الأمريكي.
كما أظهرت العقود الآجلة الأوروبية توقعات ببدء ضعيف يوم الخميس، بعد يوم شهد فيه مؤشر ستوكس 600 الأوروبي انخفاضًا بحوالي 1٪، وهو أكبر تراجع له خلال شهرين. وانخفضت العقود الآجلة لمؤشري S&P 500 وناسداك بنسبة 0.3٪.
خلال هذا الأسبوع، تعهد ترامب بفرض تعريفات جمركية على مجموعة واسعة من الواردات، بما في ذلك المنتجات الصيدلانية ورقائق أشباه الموصلات والخشب، كما يخطط لفرض رسوم على السيارات اعتبارًا من 2 أبريل.
تساهم هذه الإجراءات، إلى جانب تهديدات أخرى، في تعزيز المخاوف من اندلاع حرب تجارية شاملة، مما يزيد من قلق المستثمرين، رغم أن بعض المحللين يرون أن تحركات ترامب قد تكون جزءًا من استراتيجيات تفاوضية.
تفاقمت مخاوف السوق بسبب القضايا الجيوسياسية بعد أن وصف ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ "الديكتاتور"، وسط محادثات أمريكية مع روسيا لإنهاء الصراع في أوكرانيا.
سجل الين ارتفاعًا لأعلى مستوى له في أكثر من شهرين مقابل الدولار، حيث ارتفع بنسبة 0.9٪ ليصل إلى 150.065 للدولار. كما شهد الين زيادة تزيد عن 4٪ مقابل الدولار هذا العام، مدعومًا بزيادة احتمالية رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة مرة أخرى في عام 2025.
وأشار فاسو مينون، المدير الإداري لاستراتيجية الاستثمار في بنك سنغافورة، إلى أن عدم اليقين بشأن سياسات بنك الاحتياطي الفيدرالي والرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب سيستمر في إحداث تقلبات في الأسواق، مما يبقي المستثمرين في حالة من الترقب، مع عدم وجود مؤشرات على انتهاء هذه الحالة في الأفق القريب. وأكد على ضرورة تقبل المستثمرين لفكرة أن التقلبات ستظل مرتفعة هذا العام، مضيفًا أنه لا تزال هناك أسباب وجيهة تدعو للتفاؤل بشأن آفاق الاستثمار، خاصة لأولئك الذين يمتلكون روح المخاطرة والصبر.