الكاتبة : آية عادل
في ظاهرة غير مألوفة أثارت حالة من الرعب والدهشة بين سكان المناطق المحاذية لنهر النيل؛ إذ تم رصد ظهور كائنات ضخمة ومخيفة يطلق عليها البعض "وحوش عملاقة" في مياه النهر، مما دفع السلطات المحلية إلى التدخل والبحث في ملابسات هذه الظاهرة الغريبة. الحادثة التي تم توثيقها من قبل عدة مواطنين، وشهدت انتشار مقاطع فيديو وصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما جعل الخبر يتداول بسرعة بين مختلف فئات المجتمع.
وبدأت القصة عندما بدأ سكان بعض القرى الواقعة على ضفاف نهر النيل في مصر، في ملاحظة ظهور كائنات ضخمة تشبه "الوحوش" أو الكائنات البحرية العملاقة، كانت تسبح بالقرب من الشواطئ، وهي الكائنات التي وصفها البعض بأنها تتجاوز الحجم الطبيعي للزواحف أو الأسماك، وجعلت السكان في حالة من الذعر، خاصة بعد أن بدأت هذه الكائنات في التحرك بالقرب من القوارب ومناطق الصيد المعتادة.
ومقاطع الفيديو التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت بعض هذه الكائنات الضخمة التي تخرج أجزاء من أجسامها من الماء، مما جعل البعض يعتقد أن الأمر يتعلق بحيوانات مفترسة قد تشكل تهديدًا على حياة البشر، ومع زيادة الذعر بين المواطنين، ظهرت تكهنات عن أن هذه الكائنات قد تكون نوعًا من الكائنات البحرية المجهولة أو حتى أسماك القرش، وهو ما دفع البعض إلى التوجه للسلطات المحلية للتدخل.
وعلى إثر هذا الوضع، قررت السلطات المعنية من وزارة البيئة والهيئة العامة لتنظيم شؤون البيئة اتخاذ إجراءات عاجلة للتحقيق في الحادث؛ حيث تم إرسال فرق من الخبراء والمتخصصين في الحياة البرية والمائية لتقصي حقيقة الأمر.
وقد كشف التحقيق المبدئي أن الكائنات التي تم رصدها ليست من نوع الحيوانات المفترسة كما أُشيع، وإنما هي نوع نادر من الزواحف المائية التي كانت موجودة في مياه النيل منذ قرون مضت، ويُعتقد أن هذه الكائنات قد كانت تختبئ في أماكن عميقة داخل النهر طوال هذه الفترة، ولكن تغيرات بيئية كبيرة مثل ارتفاع درجات الحرارة أو التلوث قد تكون قد دفعتها للظهور في المناطق القريبة من الشاطئ بحثًا عن أماكن أكثر أمانًا أو غذاء.
وأوضح الخبراء في مجال البيئة أن هذه الظاهرة قد تكون مرتبطة بتغيرات بيئية أو تلوث في مياه نهر النيل؛ فارتفاع درجات الحرارة بشكل غير طبيعي إلى جانب تلوث المياه الناجم عن المخلفات الصناعية والزراعية قد يؤدي إلى تغير في سلوك الكائنات المائية، كما أن اختفاء بعض الأنواع التي كانت تحافظ على توازن النظام البيئي قد يكون قد ساهم في ظهور هذه الكائنات الغريبة التي لم تكن مرئية للعين البشرية من قبل.
وأثار ظهور هذه"الوحوش العملاقة" بشكلٍ عام حالة من الرعب بين السكان المحليين، حيث عبر البعض عن خوفهم من إمكانية أن تكون هذه الكائنات خطرة على حياة الإنسان أو قد تؤدي إلى تهديد الحياة البحرية في النهر، وناشد بعض السكان الحكومة بتوفير المزيد من الحماية والرقابة على مياه النيل لمنع حدوث أي حوادث غير متوقعة.
ومن جهة أخرى، انتقد بعض المواطنين وسائل الإعلام التي ضاعفت من حدة القلق بعد نشر الصور ومقاطع الفيديو بشكل مبالغ فيه دون التحقق من الحقائق، واعتبروا أن هذا النوع من الأخبار قد يساهم في نشر الفزع بين المواطنين دون وجود دلائل علمية تدعم هذه المخاوف.
وفي السياق نفسه أعلنت وزارة البيئة أنها بصدد تنفيذ مجموعة من الإجراءات لتوفير حماية إضافية لمنطقة نهر النيل من خلال تكثيف الحملات البيئية وتقديم حلول علمية لمواجهة التحديات التي يواجهها النظام البيئي في النهر، كما أكدت الوزارة أنها ستقوم بمراجعة بيانات الحياة البرية في النيل وتقديم الدعم اللازم لإجراء أبحاث علمية على الكائنات المائية المجهولة التي ظهرت مؤخرًا.