منذ 12 ساعة و 3 دقيقة 0 16 0
قصة مثلث برمودا
قصة مثلث برمودا

لطالما مثّل مثلث برمودا لغزًا أثار فضول العلماء والباحثين، كما غذّى خيال الكتّاب الذين ابتدَعوا حوله العديد من الأساطير والحكايات. ومع أن هذه القصص ليس لها أساس علمي، إلا أن الأحداث الغامضة المرتبطة بهذه المنطقة ليست جديدة. ففي هذا الامتداد الشاسع من المحيط الأطلسي، بمحاذاة الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة، اختفت سفن وطائرات دون أثر، وقيل إن فرق الإنقاذ التي حلّقت فوق هذا الموقع قد لاقت المصير ذاته.

رغم صعوبة تحديد العدد الدقيق للسفن والطائرات التي فُقدت في هذه المنطقة، تشير تقديرات غير رسمية إلى اختفاء نحو 50 سفينة و20 طائرة خلال المائة عام الماضية، وهو عدد مذهل يُضاف إليه مفقودون كانوا على متن تلك الوسائل.

**موقع مثلث برمودا ومساحته**  
يغطي مثلث برمودا مساحة واسعة من المحيط الأطلسي، حيث تُقدّر مساحته بين 1.3 مليون كيلومتر مربع و3.9 مليون كيلومتر مربع. يحدّه غربًا الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة، وشمالًا أرخبيل برمودا، وجنوبًا جزر الأنتيل الكبرى (كوبا، هيسبانيولا، جامايكا وبورتوريكو)، مكوّنًا شكل مثلث غريب. ورغم ذلك، لا توجد خرائط رسمية تحدّد حدود هذه المنطقة، كما أنها لم تُعترف بها رسميًا كموقع محدد في الأطلسي.

**الاختفاء الغامض عبر السنوات**  
بدأت قصص الاختفاء المرتبط بمثلث برمودا في القرن التاسع عشر. ففي عام 1880، فُقدت سفينة تدريب أبحرت من جزر برمودا مع طاقمها بالكامل. وفي عام 1918 اختفت السفينة الحربية الأمريكية "يو إس إس سيكلوبس" وعلى متنها 308 أشخاص بالإضافة إلى حمولتها الضخمة من المنغنيز دون العثور على أي أثر.

وفي حادثة شهيرة عام 1945، اختفى سرب مكون من خمس قاذفات طوربيد أمريكية (Flight 19)، واختفى معها 14 طيارًا أثناء تحليقهم فوق مثلث برمودا. ولم ينتهِ الغموض هنا؛ إذ فُقدت أيضًا الطائرة "بي بي إم مارينر" التي أُرسلت للبحث عن السرب وعلى متنها 13 فردًا. سجّل التحقيق العسكري آنذاك السبب باعتباره "مجهولًا". ووفقًا للتقارير، استمرت حالات الاختفاء طوال القرن العشرين، حيث ضاعت 25 طائرة صغيرة في المنطقة حتى ثمانينيات القرن الماضي، دون العثور على حطام أي منها.

**الاسم والنظريات المرافقة**  
لم تصبح تسمية "مثلث برمودا" شائعة إلا في عام 1964 عندما استخدمها الكاتب الأمريكي فينسنت غاديس في مقال بمجلة "أرغوسي". منذ ذلك الوقت بدأ المؤلفون باقتراح تفسيرات تتراوح بين العلمية والخرافية لتفسير هذه الظاهرة. وفي كتابه "مثلث الشيطان" الصادر عام 1974، اقترح الكاتب ريتشارد واينر نظريات غريبة حول الأسباب المحتمَلة لهذه الحوادث. بينما ذهب الكاتب تشارلز بيرليتز في كتابه الشهير "مثلث برمودا" إلى ربط الاختفاءات بوجود مدينة أطلانتس الأسطورية في أعماق المحيط واستخدام سكّانها المزعومين "طاقات بلورية" لسحب السفن والطائرات نحو القاع.

بمرور السنين، ظهرت نظريات أخرى مثل وجود بوابات زمنية أو كائنات فضائية تتخذ المنطقة قاعدة سرية. بعض المؤلفين مثل الطبيب النفسي كينيث ماكول ربطوا الحوادث بأرواح العبيد الذين أُلقي بهم في المياه أثناء نقلهم إلى الولايات المتحدة.

**نظريات علمية تفسّر الظاهرة**  
على الجانب العلمي، طُرحت بعض الفرضيات لتفسير اختفاء السفن والطائرات. في عام 2003، نشر علماء من جامعة موناش الأسترالية دراسة تشير إلى أن فقاعات الميثان الضخمة قادرة على إغراق السفن. أجريت تجارب باستخدام نماذج مصغّرة لسفن أظهرت كيف تفقد السفينة توازنها وتغرق عند إطلاق فقاعات الغاز تحتها.

وفي دراسة أخرى نُشرت عام 2014 بدورية "ساينس إن سيبيريا"، أشار الباحثون إلى أن جيوب 

توجد نظرية شائعة تفسر اختفاء السفن في منطقة مثلث برمودا بما يُعرف بـ "الأمواج المارقة" أو "القاتلة"، وهي ظاهرة نادرة تشكل أمواجًا عملاقة تصل أحيانًا إلى ارتفاع 30 مترًا. وتمتلك هذه الأمواج قوة هائلة تمكنها من تدمير السفن والطائرات بالكامل. وتشير الإدارة الوطنية الأميركية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي (NOAA) إلى أن هذه الأمواج تتكون نتيجة تصادم الأمواج الناتجة عن العواصف مع الأمواج المعتادة، لتتشكل موجات ضخمة تشبه الجبال. وموقع مثلث برمودا يجعل منه منطقةً تتلاقى فيها العواصف من اتجاهات مختلفة، ما يزيد احتمالية حدوث مثل هذه الأمواج المدمرة.

كما تعتبر المنطقة ممرًا رئيسيًا لمعظم العواصف والأعاصير الأطلسية، التي كانت تدمر العديد من السفن قبل تطور علم الأرصاد الجوية. ويُعتقد أيضًا أن تيار الخليج، وهو تيار دافئ وسريع يمتد من خليج المكسيك حتى قبالة ساحل فلوريدا، يساهم في تغيرات سريعة وعنيفة في الطقس.

من جهة أخرى، توجد دلائل على أن البوصلة في مثلث برمودا أحيانًا تشير إلى الشمال الجغرافي بدلاً من الشمال المغناطيسي، مما يتسبب في اضطرابات ملاحة دقيقة. 

وفي عام 2016، حلل فريق من علماء الأرصاد الجوية صورة التقطها قمر صناعي تابع لوكالة ناسا، حيث لاحظوا وجود تشكيلات سحابية سداسية الشكل فوق الطرف الغربي من جزيرة برمودا، يبلغ عرضها ما بين 32 إلى 88 كيلومترًا، وتبعد حوالي 240 كيلومترًا عن ساحل فلوريدا. وفسر راندي سيرفيني من جامعة أريزونا هذه السُحب بأنها بمثابة "قنابل هوائية" تضرب المحيط مُنتِجةً أمواجًا كبيرة يمكنها التداخل فيما بينها.

رُصدت مشاهد مشابهة لظواهر سحابية فوق بحر الشمال بالقرب من السواحل البريطانية، حيث اقترنت برياح تصل سرعتها إلى 160 كيلومترًا في الساعة، قادرة على توليد أمواج يصل ارتفاعها إلى أكثر من 14 مترًا.

أما بشأن صعوبة العثور على حطام السفن والطائرات في مثلث برمودا، فإن الجزء الذي يشمل خندق بورتوريكو، حيث تقع أعمق نقطة في المحيط الأطلسي بعمق يصل إلى 9200 متر، يجعل عمليات البحث والاسترجاع بالغة التعقيد.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
مثلث برمودا

محرر المحتوى

Eman Salim
محرر محتوى و كاتب
محرر محتوى و كاتب

شارك وارسل تعليق

القنوات الفضائية المباشرة

قنوات البث المباشر video">
قناة ONTime sports 2
2024-12-04
قنوات البث المباشر video">
قناة ONTime sports
2024-12-04
قنوات البث المباشر video">
قناة beIN SPORTS
2024-12-04
قنوات البث المباشر video">
قناة الحدث
2024-11-27
قنوات البث المباشر video">
قناة الجزيرة
2024-11-27