الكاتبة : إيمان سالم

لعدة عقود، ظلت أسطورة "النداهة" متداولة بين أهل الريف. يُقال إنها فتاة جميلة تظهر ليلًا في الحقول أو على ضفاف الترع، وتنادي الرجال بصوت عذب يجذبهم نحوها. بعدها، يختفون لبضعة أيام، ليعودوا وهم في حالة من الصمت والذهول، وقد ينتهي بهم الأمر بالموت المفاجئ. 

ظهرت هذه الأسطورة في عدة روايات كرمز ودلالة. في قصة "النداهة" التي كتبها الدكتور يوسف إدريس، استُخدمت كرمز لصراع حياة المدينة مع حياة الريف. أيضاً، استخدمها الدكتور أحمد خالد توفيق في سلسلة "ما وراء الطبيعة"، حيث تركز الرواية على انتشار هذه الأسطورة في قرية بطل الرواية، الدكتور رفعت إسماعيل.

حول ارتباط النداهة بالحقول والترع، تحدث الدكتور محمود صلاح، الباحث في علوم ما وراء الطبيعة، موضحًا أنه مع قلة عدد السكان في الأزمنة الماضية، انتشرت حكايات عن النداهة التي تنادي على بعض الأشخاص ليكون مصيرهم الصمت والموت. وأضاف أن الكثير من أهل الريف أكدوا فقدان رجال من عائلاتهم بسبب النداء الغامض، مشيرًا إلى أن هذا الكائن قد يكون من الجن أو الشياطين.

وعلى مدى 200 عام، سُجلت حوادث تتعلق بالنداهة في أنحاء مختلفة، خصوصًا في القرى التي تكثر فيها الحقول والترع. تتجسد النداهة عادةً في هيئة امرأة جميلة لإغواء ضحاياها، لتتحول في النهاية إلى مخلوق مرعب. أكد بعض الرجال الذين نجوا من مواجهتها أنهم واجهوا شيئًا حقيقيًا وليس خيالًا فقط.