سافر غاندي إلى بريطانيا عام 1882 لدراسة القانون، وبعد حصوله على الشهادة التي تؤهله للعمل بالمحاماة، عاد إلى الهند وعمل لفترة كاتبًا للعرائض. في وقت لاحق، تلقى عرضًا من مؤسسة هندية للعمل في جنوب أفريقيا، فغادر إلى هناك عام 1893. خلال فترة إقامته، ركز نشاطه على الدفاع عن حقوق العمال الهنود والبوير، كما قاوم التمييز العنصري بحزم. تلك المرحلة شكلت نقطة تحول كبيرة في تطوره الفكري والسياسي. عند عودته إلى الهند في عام 1915، أصبح غاندي خلال سنوات قليلة الزعيم الأكثر نفوذًا وشعبية، مكرسًا جهوده لمعالجة قضايا العمال، الفلاحين، والمنبوذين.

في عام 1922، قاد غاندي حركة عصيان مدني أدت إلى اشتباكات بين الجماهير والشرطة البريطانية، مما دفعه إلى وقف الحركة. ومع ذلك، حُكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات قبل أن يُفرج عنه في عام 1924. تحدى غاندي القوانين البريطانية التي احتكرت استخراج الملح، وقاد "مسيرة الملح" متجهاً نحو البحر. لاحقاً، في عام 1931، انتهى هذا العصيان بعد التوصل إلى حل وسط وتوقيع معاهدة بين غاندي وإيروين.

عاد غاندي مرة أخرى في عام 1940 إلى حملات العصيان المدني مطالباً باستقلال الهند واستمرت الحملة حتى عام 1941. ومع الخطر الياباني الوشيك، حاولت السلطات البريطانية التفاوض مع الحركة الوطنية الهندية. في عام 1943، ولأول مرة، قبِل غاندي دخول الهند في الحرب ضد دول المحور بموجب وعد بريطاني بمنح الهند استقلالها، وأعرب عن مطلبه قائلاً للبريطانيين "اتركوا الهند وأنتم أسياد". لكن هذا الموقف لم يحظَ بقبول السلطات البريطانية، فتم اعتقاله قبل أن يتم الإفراج عنه في عام 1944.

مع اقتراب الهند من الاستقلال عام 1945، تصاعدت الدعوات الانفصالية لتقسيم البلاد إلى دولتين: واحدة للمسلمين وأخرى للهندوس. حاول غاندي إقناع محمد علي جناح، قائد الدعوة للانفصال، بالعدول عن خططه ولكنه لم ينجح. وفي 16 أغسطس 1947، أُعلن رسمياً تقسيم الهند.

شهدت الفترة التي سبقت اغتيال المهاتما غاندي تصاعدًا في التوترات الدينية بين الهندوس والمسلمين، حيث أودت تلك الاضطرابات بحياة آلاف الأشخاص وزادت من حدة الصراع بين الهند وباكستان حول قضية كشمير. في خضم هذه الأحداث، بذل غاندي جهودًا مكثفة لإعادة الوحدة الوطنية وتعزيز التعايش السلمي، داعيًا الأغلبية الهندوسية إلى احترام حقوق الأقلية المسلمة. لكن دعوته هذه قوبلت بمعارضة شديدة من بعض الجماعات المتعصبة، والتي اعتبرت جهوده خيانة للأغلبية الهندوسية، مما أدى في النهاية إلى اغتياله في 30 يناير 1948 على يد متطرف هندوسي.

**حول الأسئلة المطروحة:**

- **كيف يؤثر اغتيال غاندي على العلاقات بين الهند وباكستان؟**  
اغتيال غاندي كان بمثابة صدمة على الصعيدين الوطني والدولي. وعلى الرغم من جهوده في تقليل التوترات الدينية والسياسية بين الهند وباكستان، فقد أدى مقتله إلى تعميق الانقسام وتعزيز مشاعر عدم الثقة بين الدولتين. قضية كشمير ظلت بؤرة النزاع المستمر، مع شعور عام بأن دعواته للسلام رحلت برحيله.

- **ما هي تأثيرات غاندي على الحركة الوطنية؟**  
غاندي قاد الحركة الوطنية الهندية بأساليب غير تقليدية تقوم على اللاعنف والعصيان المدني كوسيلة لمقاومة الاستعمار البريطاني. تركيزه على القيم الإنسانية وحشد القوى الشعبية عزز من وحدة الهنود ضد الاحتلال وساهم في وضع أسس الاستقلال.

- **كيف يؤثر اغتيال غاندي على حركة الاستقلال في الهند؟**  
إضافة إلى الحزن الجمعي الذي خلفه اغتياله، ترك غاندي فراغًا قياديًا عميقًا في الحركة السياسية والاجتماعية داخل الهند. ورغم ذلك، استمرت حركة الاستقلال بعد وفاته مدفوعة بالإرث الذي تركه، وساهمت أفكاره في توجيه الخطط والسياسات لبناء الدولة الجديدة.

- **ما هي أهم الأحداث في حياة غاندي في بريطانيا؟**  
غاندي عاش سنوات مهمة في بريطانيا خلال فترة دراسته للقانون. هناك تأثر عميقًا بمبادئ العدالة والحرية، وبدأ يطور الأفكار التي أسست لاحقًا للفلسفة التي قاد بها الحركة الوطنية. حياته في بريطانيا كانت محطة فارقة لاستيعاب الفكر الإصلاحي والنضالي.

- **ما هي تأثيرات غاندي على الحركة الوطنية في الهند؟**  
دوره كان محوريًا في تحويل النضال الوطني من حركات محصورة إلى حركة واسعة النطاق تجمع شرائح المجتمع. اعتماده مبدأ اللاعنف وتركزيه على العدالة الاجتماعية أثّرا بشكل عميق على مسار النضال وجعلاه حركة أكثر إنسانية وشمولية.

إرث غاندي وثقافته السلمية لا تزال تشكل حجر زاوية للمناقشات حول السلم العالمي وحقوق الإنسان، رغم كل التحديات التي واجهتها أفكاره زمن حياته وبعد وفاته