الكاتبة : آية عادل
باتت سماعات الأذن اللاسلكية، وعلى رأسها "إيربودز"، جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية لملايين الأشخاص حول العالم، سواء للعمل أو الترفيه أو إجراء المكالمات. إلا أن التقارير الطبية الحديثة بدأت تدق ناقوس الخطر، محذّرة من الاستخدام المفرط لهذه السماعات، وما قد يسببه من أضرار صحية خطيرة على المدى الطويل.
مشكلات سمعية متصاعدة
من أبرز التحذيرات التي أطلقتها منظمات الصحة العالمية، ومراكز الأبحاث المختصة، أن الاستماع للأصوات العالية من خلال سماعات "إيربودز" لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى ضعف السمع التدريجي، وقد يصل في بعض الحالات إلى فقدان السمع الجزئي أو الكلي، خصوصًا عند تجاوز الحد الآمن للصوت (85 ديسيبل).
كما تؤكد دراسات طبية أن الأذن الداخلية، خاصة خلايا الشعيرات الدقيقة المسؤولة عن ترجمة الذبذبات إلى إشارات عصبية، لا تتحمل الضوضاء المستمرة أو العالية دون أن تتعرض للتلف بمرور الوقت.
خطر العدوى البكتيرية
استخدام "الإيربودز" لساعات طويلة دون تنظيفها أو تعقيمها قد يؤدي إلى تراكم البكتيريا في الأذن، ما يسبب التهابات في قناة الأذن أو حتى مشاكل جلدية مثل الحساسية والتهيجات، خاصة إذا تم استخدامها أثناء ممارسة الرياضة أو النوم.
وينصح الأطباء بضرورة تنظيف السماعات دوريًا، وتجنب مشاركتها مع الآخرين، وترك الأذن "تتنفس" من وقت إلى آخر.
إشعاعات غير مرئية
على الرغم من أن مستوى الإشعاع المنبعث من سماعات البلوتوث مثل "إيربودز" يُعد منخفضًا مقارنة بالهواتف المحمولة، إلا أن القلق العلمي مستمر حول احتمالية تأثير الإشعاعات الكهرومغناطيسية على الدماغ والأعصاب، خصوصًا مع الاستخدام المستمر وارتداء السماعتين معًا لفترات طويلة.
نصائح للوقاية
-
تجنب رفع مستوى الصوت لأقصى حد.
-
عدم ارتداء السماعات لأكثر من ساعة متواصلة دون فاصل.
-
تنظيف السماعات والأذن بانتظام.
-
استخدام سماعة واحدة عند الضرورة لتقليل التعرض المباشر للإشعاع.
-
تفضيل استخدام السماعات السلكية في البيئات الآمنة عند الإمكان.
التكنولوجيا مفيدة ولكن بحذر
في ظل تسارع التكنولوجيا وتزايد الاعتماد على الأجهزة الذكية، يجب أن يوازي هذا التطور وعي صحي متزايد. فـ"إيربودز" توفر راحة كبيرة، لكنها، مثل أي جهاز إلكتروني، تتطلب استخدامًا معتدلًا وواعيًا لتفادي آثارها السلبية.