الكاتبة:شيماء هشام
السعادة ليست شيئًا يُشترى، ولا حلمًا بعيد المنال، بل هي شعور داخلي ينبع من أعماق النفس. يسعى الإنسان منذ فجر التاريخ إلى بلوغ السعادة، فتارةً يظنها في المال، وتارةً في النجاح، وتارةً في الحب، لكن الحقيقة أن السعادة لا تقف عند حدود هذه الأشياء، بل هي أعمق من ذلك بكثير.
قد يمتلك المرء كل أسباب الرفاهية، لكنه لا يشعر بالرضا، وقد يحيا آخر في بساطة شديدة، لكنه يعيش سعادة لا توصف. فالسعادة لا تُقاس بما نملك، بل بكيفية تعاملنا مع ما نملك. هي في لحظة صدق، في دعوة صادقة من قلب أم، في ضحكة طفل، في وردة تتفتح كل صباح، أو في كلمة طيبة تُقال لنا في وقت نحتاجه.
يعد التركيز على نعم الله التى منحها لإنسان، و التعامل بشكل إيجابي مع الضغوط والطاقة السلبية المحيطة بينا ومحاولة التغلب عليها يعتبر أمر فى غاية الأهمية لتحقيق السعادة فى حياتنا، ويمكن أن يتم ذلك بالتدريب المستمر على استشعار نعم الله عليك ، فالإنسان الذى لديه مخزون من الأمور السلبية والأمور الإيجابية، عليه محاولة التركيز على الأمور الإيجابية في حياته فقط، كخبر سعيد حدث له، أو عمل جيد أتقنه وحصل على ثناء الجميع بعد ذلك
مساعدة الآخرين أيضا جزء من السعادة التى تشعر بيها ،وذلك من خلال أبسط الأمور كمساعدة أفراد أسرتك فى أداء مهام المنزل ، مساعدة صديق لك فى شرح الامور التى تعثر عليه استعابها ، الابتسامة فى وجهه الاطفال ، كل شيء بسيط يمكن أن يحقق لك معنى مختلف لشعورك بالسعادة.
أكد باحثون أن السعادة لا تشترى بالمال، ولكن المال يقلل من الشعور بالتعاسة والحزن، إذ توصلت دراسة حديثة أجريت في جامعة بريتيش كولومبيا الكندية إلى أن الدخل المالي المرتفع لا يرتبط بازدياد مقدار السعادة التي يشعر بها الشخص، ولكنه يرتبط بشعوره بالحزن بشكل أقل. فعندما تكون شخص ميسور الحال بدخل مالي متوسط يغطي المصاريف الأساسية لحياة كريمة، فلا تظن أن زيادة المال ستجلب لك سعادة أكبر، بل عليك أن تركز وتوجه طاقتك وجهدك ووقتك لأمور أخرى تحقق فيها التوازن وتجلب لك السعادة الحقيقية.