القاهرة – مصر – في تصريحات أثارت اهتمامًا واسعًا بين جمهور المتابعين، أكد الداعية رمضان عبد الرازق أنه لا يجوز قراءة القرآن من المصحف أو أي شاشة إلكترونية مثل الهواتف المحمولة أو الأجهزة اللوحية أثناء أداء الفروض. وأوضح عبد الرازق في مقابلة إعلامية أنه من الضروري أن تكون قراءة القرآن في الصلاة جزءًا من الخشوع والتركيز، وهو ما يتطلب أن يكون الإنسان قادرًا على تلاوة الآيات عن ظهر قلب فقط، دون الاعتماد على المصحف أو أي أجهزة.

قراءة القرآن في الصلاة: بين الشرع والواقع

وفقًا للمفاهيم الفقهية الإسلامية، فإن الصلاة تُعد من أعظم العبادات التي يجب أن يؤديها المسلم بتوجه قلبه وانتباهه الكامل إلى الله. ومع تطور العصر واستخدام التكنولوجيا الحديثة، ظهرت بعض الآراء التي تسمح باستخدام المصحف أو الهواتف الذكية في قراءة القرآن أثناء الصلاة، لكن الداعية رمضان عبد الرازق أكد أن هذا الأمر لا يتفق مع السنة النبوية الشريفة.

وأشار عبد الرازق إلى أنه في الصلاة، من الأصح أن يقرأ المسلم القرآن من الذاكرة، حيث يلتزم بالخشوع والتركيز التام في الصلاة، وهو ما يهدف إلى تعزيز العلاقة الروحية مع الله. وأضاف أن الصلاة ليست مجرد كلمات تقال بل هي تواصل مباشر مع الخالق يجب أن يكون فيه أتم التركيز والانتباه.

الإشكالية مع استخدام الشاشات والمصاحف الإلكترونية

وفي رده على تساؤلات حول استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية لقراءة القرآن أثناء الصلاة، أشار عبد الرازق إلى أنه من الأفضل للمسلم أن يبتعد عن ذلك لأن الشاشات الحديثة قد تحتوي على عوامل تشتت الانتباه، مثل الإشعارات والرسائل التي يمكن أن تزعج الخشوع في الصلاة. وأضاف أن القرآن الكريم يجب أن يكون جزءًا من العبادة التي تركز على الصلة بالله، ومن الأفضل أن تقتصر قراءة القرآن في الصلاة على حفظ الإنسان للآيات.

وركز الداعية عبد الرازق على أن "النية الخالصة" و"الخشوع" هما أساس قبول الصلاة. وأوضح أن القرآن يجب أن يُتلى من الذاكرة في الصلاة؛ حيث أن ذلك يتيح للمسلم مزيدًا من الاتصال الروحي والتفاعل الكامل مع الكلمات المقدسة أثناء الصلاة.

التطورات التكنولوجية وتأثيرها على العبادة

في الوقت الذي أصبح فيه استخدام الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية جزءًا من الحياة اليومية، بدأ البعض في استخدام هذه الوسائل لتيسير بعض العبادات، ومنها قراءة القرآن أثناء الصلاة. لكن عبد الرازق حذر من أن هذه الوسائل قد تؤثر سلبًا على الخشوع، وهو ما يعد من أبرز متطلبات الصلاة. ونوه إلى أن المسلم يمكنه استخدام المصحف الإلكتروني والهواتف في غير أوقات الصلاة، لكن ليس أثناء أداء الفروض.

وأضاف أن التحديات التي يواجهها المسلمون اليوم في التوفيق بين الدين والحياة العصرية تستدعي العودة إلى الأصول الإسلامية الصحيحة، والتي تحث على الالتزام بالشروط المناسبة لأداء الصلاة وقراءة القرآن بشكل يتوافق مع تعاليم الشريعة.

التأثير النفسي والروحي

من جهة أخرى، أشار العديد من العلماء إلى أن قراءة القرآن من الذاكرة أثناء الصلاة تؤثر بشكل إيجابي على النفس والروح، حيث يتفاعل المؤمن مع الآيات بشكل أعمق، مما يعزز من قوة العبادة وحضور القلب. وقال الداعية رمضان عبد الرازق إن الصلة الروحية مع الله في الصلاة يجب أن تكون قائمة على نية خالصة، بعيدًا عن أي وسائل قد تشتت التركيز، مثل التكنولوجيا الحديثة.