كشفت دراسة حديثة أجرتها ماستركارد، ونُشرت تزامنًا مع "اليوم العالمي للمرأة 2025"، عن الروح الريادية العالية التي تتمتع بها النساء في مصر، حيث يسعين لتحقيق أحلامهن، واستقلالهن المالي، وإحداث تأثير إيجابي في المجتمع. وكجزء من التزامها بدعم الشمول المالي، أطلقت ماستركارد التقرير في منطقة أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وإفريقيا، بما في ذلك مصر، بهدف تمكين رائدات الأعمال، وتقديم رؤى تجارية قيّمة، وتوفير حلول عملية لتذليل العقبات التي قد تواجههن.

محتوى الدراسة:

وأكدت سيلين بهادرلي، نائب الرئيس التنفيذي للخدمات في منطقة أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وإفريقيا لدى ماستركارد، في تصريح لها، أن الدراسة تسلط الضوء على "الروح الريادية المُلهمة لدى النساء في منطقة أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وإفريقيا"، مشيرة إلى أن التحديات ما زالت قائمة بالرغم من التقدم الكبير الذي أحرزته النساء في مجال ريادة الأعمال.

وفي السياق ذاته، أشارت الدراسة إلى أن 41% من الرجال و38% من النساء في مصر يعرّفون أنفسهم كرواد أعمال، مما يعكس تطورًا ملحوظًا في قطاع الأعمال في البلاد. كما لفتت إلى أن 77% من النساء في مصر فكرن في بدء مشاريعهن الخاصة، وارتفعت هذه النسبة إلى 83% بين نساء جيل Z، رغم أن أكثر من نصف النساء (56%) لم يخططن بعد لبدء أعمالهن.

التحديات التي تواجه النساء الرياديات:

ورغم إقبال النساء على ريادة الأعمال، تواجه الكثير منهن تحديات عدة في هذا المجال. على رأس هذه التحديات، تصدرت مخاطر الفشل (30%) وصعوبة الحصول على التمويل (25%) قائمة العقبات التي تحول دون بدء المشاريع. كما أظهرت الدراسة أن النساء أكثر عرضة من الرجال للاعتقاد بأن نقص الثقة يعد عائقًا (8% مقابل 6%).

أما بالنسبة للنساء اللواتي بدأن مشاريعهن بالفعل، فقد كانت أبرز التحديات التي واجهنها هي تقييم البنية التحتية الرقمية مثل أنظمة الدفع (37%)، والحصول على التمويل (35%)، ومعرفة التكنولوجيا المناسبة لأعمالهن (33%).

الدوافع والطموحات:

 ومن جهة أخرى، أشارت الدراسة إلى أن معظم النساء في مصر يطمحن إلى تحقيق الاستقلال المالي، حيث أبدى 60% من المشاركات في الدراسة رغبتهن في زيادة الدخل، بينما أشار 45% إلى أن تحقيق الاستقلال المالي كان دافعًا رئيسيًا وراء توجههن إلى ريادة الأعمال.

وكشفت الدراسة أيضًا أن العديد من النساء في مصر يرغبن في استخدام التقنيات المتقدمة لتسهيل أعمالهن، حيث أظهر البحث أن النساء في مصر أكثر انفتاحًا على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مقارنة بالرجال، حيث يستخدم 73% من رواد الأعمال الذكاء الاصطناعي في أعمالهم.

فرص التدريب والمستقبل الرقمي:

  ومن ناحية أخرى، أشارت الدراسة إلى أن النساء في مصر بحاجة إلى المزيد من التدريب على كيفية إعداد خطط العمل (38%)، والوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي (34%)، ووجود شريك تجاري (33%) لتعزيز ثقتهم في بدء مشاريعهن. كما أظهرت النتائج أن 81% من الرجال و80% من النساء أبدوا حاجتهم لتعلم كيفية حماية أعمالهم من الهجمات الإلكترونية.

تفاؤل بالمستقبل:

وفي نتيجة إيجابية، أبدت 98% من صاحبات الأعمال في مصر تفاؤلهن بنمو إيرادات أعمالهن خلال السنوات الخمس المقبلة، وهي نسبة أعلى من المتوسط في منطقة أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وإفريقيا التي بلغت 89%.

رسالة ماستركارد:

 وفي ختام التقرير، أكدت ماستركارد على التزامها ببناء اقتصاد رقمي شامل يعمل على تمكين رائدات الأعمال. وتعد هذه الدراسة دليلاً على الطموحات العالية التي تتمتع بها النساء المصريات، فضلاً عن التحديات التي تواجههن في تحقيق أهدافهن الاقتصادية. ومع اقتراب "اليوم العالمي للمرأة 2025"، تشدد ماستركارد على أهمية توفير الدعم اللازم للنساء في مجال ريادة الأعمال وتوفير الأدوات التي تمكنهن من النجاح في بيئة العمل المتطورة.