الكاتبة : أمل شريف
في تصعيد غير مسبوق، تبادلت الهند وباكستان الاتهامات بشأن تنفيذ هجمات عسكرية جديدة يوم الجمعة، وذلك باستخدام طائرات مسيرة ومدفعية، ليكون هذا الاشتباك هو الأسوأ بين الجارتين النوويتين في جنوب آسيا منذ ما يقرب من ثلاثة عقود. بدأت التوترات عندما شنت الهند ضربات على عدة مواقع في باكستان يوم الأربعاء، معتبرةً إياها "معسكرات إرهابية"، وذلك ردًا على هجوم قاتل استهدف سياح هندوس في كشمير الهندية الشهر الماضي.
ورغم نفي باكستان لأية صلة بالهجوم، استمرت الاشتباكات حيث تبادل الجانبان إطلاق النار والضربات عبر الحدود، مستخدمين الطائرات المسيرة والصواريخ، مما أدى إلى مقتل حوالي أربعين شخصًا نتيجة لهذه الأعمال العدائية.
مع تصاعد العنف، فرّ العديد من القرويين من المناطق الحدودية في كلا البلدين، وتعرضت عدد من المدن لانقطاعات في التيار الكهربائي، إلى جانب تحذيرات من هجمات جوية، مما دفع السكان إلى شراء السلع الأساسية بدافع الذعر. وقد تم تعليق بطولة الكريكيت الهندية المرموقة بعد توقف إحدى المباريات يوم الخميس، بعد إطفاء الأضواء الكاشفة.
هذا القتال يمثل الأسوأ منذ الصراع المحدود بين الدولتين في منطقة كارجيل بكشمير عام 1999، حيث استهدفت الهند لأول مرة مدنًا في المقاطعات الباكستانية الرئيسية بعيدًا عن كشمير منذ الحرب الشاملة التي جرت في عام 1971.
وفي بيان له، ذكر الجيش الهندي يوم الجمعة أن القوات الباكستانية قامت "بعدة انتهاكات لوقف إطلاق النار" على الحدود الفعلية في كشمير، وهي منطقة مقسمة بين البلدين، لكن كلا الطرفين يطالب بها بالكامل. وصرح الجيش بأن "الهجمات بطائرات مسيرة تم صدها بفعالية، وتم الرد على انتهاكات وقف إطلاق النار بقوة"، مؤكدًا أن جميع "الخطط الخبيثة" ستواجه "بقوة".
من جهته، وصف وزير الإعلام الباكستاني، عطا الله تارار، بيان الجيش الهندي بأنه "لا أساس له من الصحة ومضلل"، مُشيرًا إلى أن باكستان لم تقم بأي "أعمال هجومية" تستهدف المناطق داخل كشمير الهندية أو أي جزء من أراضيها. وفي كشمير الباكستانية، أفاد مسؤولون أن قصفًا عنيفًا من الجانب الهندي أسفر عن مقتل خمسة مدنيين، من بينهم رضيع، وإصابة 29 آخرين في الساعات الأولى من صباح الجمعة.