بدأت التحولات الكبرى التي يشهدها الشرق الأوسط تجذب انتباه المستثمرين الدوليين بشكل متزايد، مما زاد من تفاؤلهم بشأن آفاق الاستقرار النسبي والانتعاش الاقتصادي في المنطقة بعد سنوات من الصراعات والاضطرابات.
ورغم أن مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة أضاف تعقيدًا إلى المشهد، إلا أن سلسلة من التطورات الإيجابية أشعلت الأمل في إعادة ترتيب الأوضاع. هذه التطورات تشمل استمرار وقف إطلاق النار الهش في غزة، وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وتراجع قوة إيران الإقليمية، بالإضافة إلى وجود حكومة جديدة في لبنان.
وفي سياق هذه التغيرات، نجحت مصر، أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان واللاعب الرئيسي في المحادثات الأخيرة، في إصدار سندات بالدولار لأول مرة منذ أربع سنوات، محققة تقدمًا بارزًا بعدما كانت على شفا انهيار اقتصادي.
وفي الوقت نفسه، بدأ المستثمرون الدوليون يستعيدون الثقة، حيث زاد الإقبال على شراء السندات الإسرائيلية، وكذلك السندات اللبنانية، بمراهنة على أن بيروت قد تنجح أخيرًا في إجراء إصلاحات تُنهي أزماتها السياسية والاقتصادية والمالية المعقدة.
وعن ذلك، يقول تشارلي روبرتسون، المحلل المخضرم في أسواق الدول الناشئة: "الأشهر القليلة الماضية أدت إلى تغييرات جذرية في المنطقة وأطلقت ديناميكية جديدة تمامًا قد تكون مبشرة إذا تحققت السيناريوهات الإيجابية". ومع ذلك، أشار إلى وجود قلق بشأن تأثير خطة ترامب لغزة واحتمال تأجيجها للتوترات مرة أخرى.
وقد لاقت خطة ترامب، التي دعت إلى "تطهير" غزة وتحويلها إلى ما وصفه بـ"ريفييرا الشرق الأوسط"، استنكارًا واسعًا على المستوى الدولي. ورغم ذلك، أظهرت وكالة التصنيف الائتماني "ستاندرد آند بورز جلوبال" تفاؤلًا مشروطًا، حيث أشارت إلى أنها قد ترفع التحذير المتعلق بتخفيض التصنيف الائتماني لإسرائيل إذا ما استمر وقف إطلاق النار.
وتعتبر هذه احتمالية مشجعة لإسرائيل التي تتحضر لبيع أهم إصداراتها من الديون الكبرى لأول مرة منذ توقيع اتفاق الهدنة. ورغم التعقيدات المحيطة بالمنطقة، تُظهر هذه التحولات علامات مشجعة قد ترسم مستقبلًا مختلفًا إذا ما تم استغلالها بالشكل الصحيح.