أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، عن لقاء جمعه مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، جون راتكليف، في مدينة القدس المحتلة، وذلك في إطار تنسيق أمني رفيع المستوى بين تل أبيب وواشنطن، وسط توترات متزايدة بشأن الملف النووي الإيراني.
ووفقًا لما نقلته صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فقد حضر اللقاء رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنياع، ما يعكس الطابع الأمني والاستخباراتي البارز للاجتماع، والذي يُرجح أن يكون قد تناول الملفات الإقليمية الحساسة، وعلى رأسها التحركات الإيرانية في المنطقة وبرنامج طهران النووي.
الاجتماع في ظل تحركات أمريكية جديدة
يأتي هذا اللقاء في أعقاب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة إلى البيت الأبيض، والتي أعلن خلالها الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، أن إدارته ستجري محادثات مع كبار المسؤولين الإيرانيين خلال هذا الأسبوع، بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ويرى مراقبون أن هذا الاجتماع الاستخباراتي رفيع المستوى بين نتنياهو وراتكليف يمثل جزءًا من سلسلة التنسيقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل في ظل تعقيد المشهد الإقليمي، خصوصًا مع تصاعد وتيرة التحذيرات الإسرائيلية من تعاظم النفوذ الإيراني في المنطقة، والقلق من اقتراب طهران من تطوير قدرات نووية عسكرية.
رسائل مزدوجة لطهران
ويحمل الاجتماع بين نتنياهو ومدير الـCIA رسائل مباشرة إلى إيران، مفادها أن التنسيق الاستخباراتي الأمريكي-الإسرائيلي لا يزال قائمًا وفعّالًا، وأن هناك توافقًا على ضرورة مراقبة التحركات الإيرانية عن كثب، سواء في ما يتعلق بالبرنامج النووي أو بالأنشطة العسكرية في سوريا ولبنان واليمن.
في المقابل، لم تصدر أي تصريحات رسمية عن فحوى اللقاء من الطرفين، مما يزيد من التكهنات حول وجود مباحثات أمنية حساسة قد تشمل أيضًا التعاون في مجالات السايبر، وملف الاتفاق النووي، والمخاطر الإقليمية المشتركة.
إسرائيل تحذر من أي تساهل مع إيران
تأتي هذه التحركات بينما تواصل إسرائيل تحذيرها من أي محاولات للعودة إلى الاتفاق النووي السابق مع إيران دون ضمانات صارمة. وقد صرّح نتنياهو مرارًا بأن "إسرائيل تحتفظ بحقها الكامل في الدفاع عن نفسها، سواء عبر الوسائل الدبلوماسية أو الأمنية".