بعد إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مراجعة منح وعقود بقيمة مليارات الدولارات لجامعة هارفارد، في سياق حملة للتحقيق في مزاعم تتعلق بمعاداة السامية في الحرم الجامعي، كشفت الجامعة عن خطتها لاستدانة 750 مليون دولار من سوق وول ستريت كإجراء طارئ لمعالجة التحديات المالية. هذه الخطوة تأتي في وقت تواجه فيه المؤسسات التعليمية الأمريكية ضغوطًا متزايدة، سواء من السياسة الحكومية أو من الوضع الاقتصادي العام.
وفق تصريحات هارفارد، فإنها تخطط لتخصيص هذه الأموال لتعزيز أولوياتها البحثية والتعليمية، في ظل وجود ديون مستحقة قدرها 7.1 مليار دولار مع توقعات بارتفاعها إلى 8.2 مليار دولار بعد إصدار السندات الجديدة. الجامعة سبق أن لجأت إلى إصدار سندات معفاة من الضرائب خلال الأعوام الماضية، بما في ذلك إصدار بقيمة 434 مليون دولار في مارس الماضي و735 مليون دولار ربيع عام 2024، مما يعكس اعتمادها على هذه الوسيلة لدعم عملياتها.
في سياق مشابه، أعلنت جامعة برينستون مؤخرًا عن نيتها إصدار سندات خاضعة للضريبة بقيمة 320 مليون دولار، وسط تجميد العديد من المنح البحثية الفيدرالية الممنوحة لها. هذه الإجراءات تؤكد وجود أزمة تمويل متفاقمة تؤثر على الجامعات الكبرى، التي أصبحت تواجه قيودًا إضافية من قبل الحكومة الأمريكية، أبرزها شروط صارمة للحصول على الأموال الفيدرالية.
أسئلة عديدة تتبادر إلى الذهن حول هذا الموضوع، منها:
1. **الأسباب المحتملة لقطع التمويل الفيدرالي عن الجامعات الأمريكية**: قد يكون تزايد الاتهامات بالتساهل مع معاداة السامية أو إدارة سياسات لا تتماشى مع رؤية الحكومة عوامل رئيسية وراء هذه الإجراءات. كما أن رغبة الإدارة الحالية في فرض رقابة أشد على أموال المنح قد تلعب دورًا في هذا القرار.
2. **تأثير التحديات المالية على جودة التعليم**: قد يؤدي نقص التمويل إلى تقليص الميزانيات المخصصة للبحث العلمي وبرامج دعم الطلاب، مما يؤثر سلبًا على جودة التعليم ومستوى البرامج الأكاديمية المقدمة.
3. **تأثير السياسات الحكومية على التمويل الفيدرالي**: لا شك أن التدخلات السياسية والقرارات الحكومية تؤثر بشكل مباشر على توزيع التمويل، مما يجعل الجامعات أكثر عرضة للتقلبات السياسية.
4. **اقتراض جامعة هارفارد ومدى تأثيره على الجامعات الأخرى**: ربما يشجع قرار هارفارد جامعات أخرى على اتخاذ خطوات مماثلة لمعالجة قضايا التمويل، لكنه قد يثير أيضًا مخاوف بشأن السياسات طويلة المدى لإدارة الديون.
5. **استخدامات التمويل الفيدرالي في جامعة هارفارد**: غالبًا ما يتم توجيه هذه الأموال لدعم الأبحاث المتقدمة، تمويل المنح الدراسية، واستثمارها في تحسين البنية التحتية الأكاديمية.
هذه القضايا تفتح النقاش حول علاقة الجامعات بالإدارة الحكومية وأثرها على استدامة التعليم العالي وتمويله في الولايات المتحدة.