الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلتقي لأول مرة مع رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا، اليوم الجمعة، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية والأمنية بين البلدين، وذلك وسط مخاوف مشتركة من تنامي النفوذ الصيني في المنطقة. اللقاء يأتي أيضًا في وقت تواجه فيه الاقتصاديات العالمية تهديدات متزايدة بسبب التوترات التجارية الناشئة.
أظهر ترامب، الذي أحدثت أول ثلاثة أسابيع له في منصبه اضطرابات كبيرة على المستوى الدولي، نهجًا أكثر تقليدية في التعامل مع حلفاء الولايات المتحدة التقليديين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا والفلبين، مقارنة بنهجه التصادمي مع دول أخرى.
ومع ذلك، فإن هذه العلاقات قد تدخل في مرحلة اختبار صعبة، خاصة مع تصاعد المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين. هذه المواجهة تضمنت فرض ترامب تعريفة جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات الصينية، في خطوة وصفها بأنها "الطلقة الافتتاحية" في صراع اقتصادي بين أكبر اقتصادين في العالم. هذه الإجراءات دفعت المستهلكين والشركات إلى محاولة التكيف مع التغيرات المفاجئة.
اليابان، باعتبارها دولة تعتمد بشكل كبير على التجارة الخارجية، تجد نفسها في وضع حساس للغاية. فهي تعتمد على الواردات لتلبية احتياجاتها من الغذاء والموارد الطبيعية، كما أن العديد من شركاتها الكبرى تعتمد بشكل كبير على الأسواق والاستثمارات الصينية. بالتالي، فإن أي اضطرابات تجارية قد تؤثر بشكل كبير على اقتصادها.
من جانب آخر، تتفق طوكيو مع وجهة النظر المتشددة التي يتبناها فريق الأمن القومي لإدارة ترامب تجاه الصين. هذا الفريق يعرب عن قلقه من الطموحات العالمية المتزايدة لبكين، بالإضافة إلى مطالباتها الإقليمية الواسعة في آسيا، خصوصًا فيما يتعلق بجزيرة تايوان، التي تُعد لاعبًا رئيسيًا في صناعة أشباه الموصلات.
في الوقت نفسه، يشعر المسؤولون اليابانيون بالقلق من احتمال أن تستغل الصين علاقاتها مع ترامب لتقديم وعود بالتعاون في قضايا دولية كبرى، مثل التجارة، مما قد يُضعف موقف اليابان التفاوضي. ترامب كان قد أجرى اتصالاً مع الرئيس الصيني شي جين بينغ قبل دخوله البيت الأبيض، وأعلن عن عزمه مناقشة الرسوم الجمركية قريبًا.
بحسب مصادر يابانية، هناك ارتياح في طوكيو للتعامل مع الشخصيات المتشددة في فريق ترامب تجاه الصين، مثل وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايكل والتز. لكن هناك قلق من تأثير شخصيات أخرى داخل الإدارة، مثل الملياردير إيلون ماسك، الذي يتمتع بعلاقات تجارية قوية مع بكين ونفوذ كبير في واشنطن.
في ختام اللقاء بين ترامب وإشيبا، من المتوقع أن يعقد الزعيمان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا بعد ظهر الجمعة، حيث سيطرحان النقاشات التي تناولت العلاقات الثنائية والتحديات المشتركة التي تواجه البلدين.