عندما يجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء، ستكون هذه فرصة لنتنياهو لمحاولة تحسين العلاقات مع البيت الأبيض، التي شهدت توترات في عهد إدارة جو بايدن. ومن المتوقع أن يبحث الزعيمان قضايا حساسة، منها مستقبل وقف إطلاق النار في غزة، وسبل التصدي لإيران.
ويُعتبر هذا الاجتماع ذا أهمية خاصة كونه الأول من نوعه منذ عودة ترامب إلى المشهد السياسي، حيث يستضيف نتنياهو كأول زعيم أجنبي منذ تنصيبه. ومع ذلك، قد يجد نتنياهو نفسه أمام ضغوط من ترامب، المعروف بدعمه الكبير لإسرائيل، لكن الذي قد تختلف مصالحه السياسية في الشرق الأوسط عن أجندة نتنياهو.
ويأتي اللقاء في لحظة حرجة، إذ تستأنف هذا الأسبوع المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بشأن تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، والذي يشمل إفراجًا متبادلاً عن الرهائن. ومن المتوقع أن يعقد ترامب ونتنياهو مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا لتوضيح النقاط الأساسية التي تم التطرق إليها.
وفي تعليقه على الاجتماع القادم، أشار ترامب يوم الأحد إلى أن المناقشات مع إسرائيل ودول أخرى في المنطقة "تحقق تقدمًا"، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل. وبرغم تفاؤل ترامب، إلا أن المنطقة تواجه تحديات كبيرة: فالهدنة في غزة لا تزال هشة، ووقف إطلاق النار المؤقت بين إسرائيل وحزب الله في لبنان يبدو في مهب الريح مع اقتراب موعد انتهائه، بالإضافة إلى استمرار القلق حيال الطموحات النووية لإيران، رغم ما تعانيه من ضعف داخلي.
خلال ولايته الأولى، قدّم ترامب لنتنياهو عدة مكاسب، أبرزها نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وتوقيع "اتفاقيات إبراهيم" التي عززت التطبيع بين إسرائيل وعدة دول عربية. ويستمر ترامب في كونه داعمًا قويًا لإسرائيل، حيث يُشيد بدوره في التوسط لوقف إطلاق النار الحالي في غزة، مؤكدًا رغبته في إنهاء الصراعات المستمرة في الشرق الأوسط.
وأشار ترامب إلى طموحه في دفع عجلة التطبيع التاريخي للعلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وهي الخطوة التي قد تشهد تعقيدات في ظل الوضع الحساس على الأرض. هذا الطموح يضع نتنياهو في موقف دقيق، حيث يتعرض لضغوط شديدة من أعضاء يمينيين متطرفين في ائتلافه الحكومي، الذين يهددون بإسقاط حكومته إن لم يستأنف العمليات العسكرية في غزة، تنفيذًا لتعهداته بتدمير حركة حماس المدعومة من إيران.
ولكن استمرار الحرب لن يصب في مصلحة جهود التطبيع مع السعودية، وقد يعرقل، إن لم يمنع تمامًا، المحاولات الدبلوماسية لترامب لتحقيق اختراق في هذا الصدد. بالتالي، سيكون على نتنياهو الموازنة بحذر بين الأجندة الداخلية الضاغطة وأهداف شركائه الدوليين، مما يجعل هذا الاجتماع محطة محورية لمستقبل المنطقة وعلاقاته مع البيت الأبيض.