الكاتبة : آية عادل

في مشهد مأساوي يعكس عمق الأزمة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، دفع الجوع الشديد أهالي القطاع إلى اللجوء إلى أكل لحوم الدلافين وأسماك القرش، وهي كائنات بحرية محمية،  وهذا التطور المأساوي يأتي نتيجة للحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنوات، والذي أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية وتفاقم أزمة الغذاء.

  تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو توثق هذه الحادثة المروعة، مما أثار موجة من الغضب والاستياء على مستوى العالم؛ ففي ظل الحصار الخانق ونقص الغذاء، بات سكان غزة يواجهون خيارات مأساوية للحفاظ على حياتهم، حتى لو تطلب الأمر التعدي على التنوع البيولوجي البحري.

  وأثارت هذه الحادثة ردود فعل غاضبة من المنظمات الحقوقية والإنسانية، التي دعت المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لإنهاء الحصار الإسرائيلي عن غزة وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة لسكانها، كما نددت هذه المنظمات بانتهاكات إسرائيل للقانون الدولي الإنساني، واستخدام الحصار كسلاح للحرب ضد المدنيين.

   ومن جانبها، انتقدت إسرائيل هذه الممارسات، ووصفتها بأنها "غير قانونية وغير أخلاقية".

   ولكن لا يمكن تجاهل حقيقة أن الحصار الإسرائيلي هو السبب الرئيسي في هذه الأزمة الإنسانية، وأن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن العواقب الوخيمة التي تسببها سياساتها. إن ما يحدث في غزة هو جريمة ضد الإنسانية، ولا يمكن السكوت عنه.

   ويجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته، وأن يضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار عن غزة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.