الكاتبة : آية عادل

دمّرت طائرات ومدفعية الاحتلال صباح اليوم برجًا سكنيًا جديدًا وسط مدينة غزة، مخلفةً عشرات الشهداء والجرحى، فيما لا تزال فرق الإنقاذ الفلسطينية تعمل وسط ظروف إنسانية بالغة الصعوبة.

ووفق شهود عيان، فقد جاء القصف بشكل مفاجئ، حيث استهدفت الغارات المتتالية برجًا يضم عشرات الشقق السكنية، مما أدى إلى انهياره بالكامل خلال دقائق. هذا القصف الوحشي جاء ضمن توسع العمليات البرية الإسرائيلية داخل أحياء غزة المكتظة بالسكان، وسط تصاعد المخاوف من انهيار تام للوضع الإنساني في القطاع المحاصر.

هلع بين المدنيين... وإمكانيات إنقاذ شبه معدومة

هرعت طواقم الدفاع المدني إلى موقع الاستهداف لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، وسط نقص حاد في المعدات والوقود، نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ أكثر من 17 عامًا. بينما أكدت وزارة الصحة في غزة سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، لافتةً إلى أن المستشفيات لم تعد قادرة على استيعاب المصابين، في ظل نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية.

 الفصائل: الاحتلال يمارس سياسة "العقاب الجماعي"

اعتبرت الفصائل الفلسطينية أن استهداف الأبراج السكنية يُعد جريمة حرب وامتدادًا لسياسة "العقاب الجماعي" التي ينتهجها الاحتلال لإجبار السكان على النزوح. وقد أكدت مؤسسات حقوقية دولية أن هذه الممارسات تنتهك القوانين الدولية والإنسانية بشكل صارخ، مشيرة إلى ضرورة تحقيق دولي عاجل في هذه الانتهاكات.

الاحتلال يروّج "الإنجازات الميدانية" والمراقبون يحذرون

في الوقت الذي يتحدث فيه قادة الاحتلال عن تحقيق "إنجازات ميدانية"، يرى مراقبون أن تدمير البنية التحتية المدنية واستهداف الأحياء السكنية لا يخدم هدفًا عسكريًا بقدر ما يسعى إلى تقويض صمود السكان الفلسطينيين وبث الرعب والرسائل السياسية.

 المقاومة ترد وتؤكد استمرار المواجهة

من جهتها، أعلنت المقاومة الفلسطينية أنها لا تزال تُكبد قوات الاحتلال خسائر بشرية ومادية في محاور الاشتباك، ما يُنذر بمزيد من التصعيد في الأيام المقبلة، ويؤكد أن غزة لن تستسلم رغم الدمار والحصار.

 كارثة إنسانية تلوح في الأفق... وصمت دولي مُريب

في ظل استمرار القصف والتصعيد، حذرت منظمات دولية من انهيار كامل للأوضاع الإنسانية في غزة، حيث نزح مئات الآلاف من السكان، وأصبحوا بلا مأوى، فيما يواجه القطاع شحًا غير مسبوق في المياه، والغذاء، والدواء. ويستمر الصمت الدولي في وجه هذه المأساة، ما يثير انتقادات واسعة وغضبًا شعبيًا متصاعدًا.