أطلق الدكتور عائد ياغي، مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة، تحذيرًا شديد اللهجة من تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع مع قدوم موجات البرد المتوقعة.
وأشار إلى أن المناشدات الدولية المُتكررة لتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة لم تُحقق النتائج المرجوة على أرض الواقع، ما يُنذر بتفاقم معاناة السكان، وخاصة النازحين الذين يعيشون في ظروف قاسية داخل الخيام والمراكز الإيوائية المُؤقتة.
وأوضح أن الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر بسبب هشاشة بنيتهم الجسدية وضعف جهازهم المناعي، إضافة إلى الظروف المأساوية التي يعيشونها في مخيمات النزوح، وأشار إلى أن معظم الخيام التي يُقيمون بها أصبحت مُهترئة وغير صالحة للاستخدام؛ حيث لا تُوفر أي حماية من الأمطار الغزيرة وانخفاض درجات الحرارة الشديد، ما يُنذر بكارثة إنسانية تُهدد حياة الأطفال.
وفي لهجة مُفعمة بالقلق، عبّر الدكتور عائد ياغي عن خشيته من تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة، مُحذرًا من أن حياة مئات المواطنين، وخاصة الأطفال وكبار السن، أصبحت مُهددة بشكل حقيقي، وأوضح أن الظروف المعيشية الصعبة، التي تتفاقم يومًا بعد يوم، تُنذر بانتشار الأمراض والأوبئة بين السكان، وهو مما يُضاعف من معاناتهم ويُعرض حياتهم للخطر.
وأكد ياغي أن المعاناة لا تقتصر على المواطنين فحسب، بل طالت أيضًا الطواقم الطبية التي تعمل في ظروف بالغة الصعوبة. وأشار إلى مثال مُؤلم يُجسد هذه المعاناة، وهو استشهاد أحد الممرضين متجمدًا داخل خيمته نتيجة للبرد القارس ونقص وسائل التدفئة، ويُظهر هذا الحادث مدى خطورة الوضع الإنساني في غزة، ويُؤكد على ضرورة توفير الدعم العاجل للطواقم الطبية لتمكينها من القيام بواجبها في إنقاذ الأرواح.
وبشكلٍ عام يُمكن القول إن الوضع الإنساني في قطاع غزة يزداد تدهورًا يومًا بعد يوم، حيث يُشكل انهيار المأوى ونظم الصرف الصحي، وتفاقم أوضاع النازحين بسبب غرق الخيام بمياه الأمطار وتراكم مياه الصرف الصحي، خطرًا حقيقيًا يُهدد حياة السكان، ويُعرضهم للأمراض والأوبئة. ويُصبح من الضروري على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية التحرك بشكل فوري وفعّال لتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة، والعمل على إعادة بناء البنية التحتية المُتضررة، لإنقاذ حياة السكان ومنع وقوع كارثة إنسانية أكبر، خاصة مع قدوم فصل الشتاء واشتداد موجات البرد.