الكاتبة : آية عادل
تستعد حديقة حيوان الجيزة لاستقبال أربع إناث من الفيلة الآسيوية "عشار"، ما يمثل عودة قوية لأحد أكثر الحيوانات المحبوبة التي غابت عن الحديقة منذ وفاة الفيلة الشهيرة "نعيمة" عام 2019، والتي كانت آخر فيل متبقٍ في مصر.
ويأتي هذا الحدث ضمن خطة تطوير شاملة تنفذها وزارة الزراعة والهيئة العامة للخدمات البيطرية لإعادة إحياء الحديقة الأثرية التي تأسست عام 1891، وتُعد من أقدم حدائق الحيوان في الشرق الأوسط وإفريقيا.
بيت الفيل الجديد: رفاهية بمعايير عالمية
الاستعدادات جارية على قدم وساق لتجهيز "بيت الفيل الجديد"، الذي يقام على مساحة 4.5 فدان (نحو 20 ألف متر مربع). صُمم هذا البيت وفق أحدث النظم العالمية التي تراعي رفاهية الحيوانات، حيث يشمل مساحات مفتوحة للتجول، ومسطحات مائية للسباحة، ومناطق مظللة، بالإضافة إلى توفير رعاية بيطرية عالية المستوى على مدار الساعة.
هذا التطوير لا يهدف فقط إلى تحسين حياة الحيوانات، بل أيضًا إلى تعزيز التجربة التعليمية والترفيهية للزوار، وخاصة الأطفال، الذين يمثلون النسبة الأكبر من جمهور الحديقة.
عودة الفيلة = عودة الحياة للحديقة
من المتوقع أن يُحدث وصول الأفيال الأربع نقلة نوعية في جذب الزوار، نظرًا للمكانة الرمزية الكبيرة التي تحتلها الفيلة في الذاكرة الشعبية. وقد أعرب العديد من المواطنين عن سعادتهم بعودة هذا الحيوان الضخم الذي كان يشكل عنصر جذب رئيسي للأطفال والعائلات.
توالد محتمل يعزز القيمة العلمية
جميع الفيلة الأربع من الإناث "العشار"، أي حوامل أو قادرات على الحمل، مما يفتح باب الأمل لتكوين مجموعة تكاثر مستقبلية داخل الحديقة. هذا التطور يعزز القيمة البيئية والعلمية للمكان، ويدعم أهداف الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض.
لمحة من الذاكرة: نعيمة وحكاية الفيلة في مصر
الفيلة "نعيمة"، التي وصلت إلى الحديقة عام 1983 برفقة الفيل الذكر "حسن"، كانت آخر أيقونات الأفيال في مصر، وامتازت بطابعها الشرس بعكس الفيلة السابقة "كريمة" التي اشتهرت بحمل الأطفال على ظهرها.
وقد رحلت "نعيمة" عن عمر ناهز 40 عامًا، في وفاة طبيعية، تاركة خلفها فراغًا كبيرًا استمر حتى اليوم. وقبلها، فقدت الحديقة أيضًا حيوان وحيد القرن، مما زاد من الضغوط المطالِبة بتحديث الحديقة.
الأفيال والهدايا الرئاسية… والاتفاقيات الدولية
تاريخيًا، كانت الأفيال في حديقة الجيزة تأتي كهدايا من رؤساء دول صديقة، لكن اليوم، تخضع عملية جلب الأفيال لمعايير دولية صارمة. ورغم أن الاتفاقيات الدولية (مثل اتفاقية سايتس) تمنع التجارة في الأفيال، فإنها تسمح بتبادلها لأغراض العرض في حدائق الحيوان، وهو ما تستفيد منه مصر بصفتها دولة عضوًا في هذه الاتفاقيات.