الكاتبة : آية عادل

حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من كارثة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة، مع انتشار الجوع الحاد وتفاقم الوضع الصحي، وسط حصار شامل مستمر منذ أكثر من 50 يومًا فرضته السلطات الإسرائيلية.

وأكدت الوكالة أن ثلثي الإمدادات الطبية الأساسية مهددة بالنفاد خلال أقل من شهرين، في حين نفدت كميات كبيرة من الأدوية بالفعل، مما يضع مئات الآلاف من الأرواح على المحك. يأتي ذلك في وقت لا تزال فيه 3 آلاف شاحنة محملة بالمساعدات عالقة على حدود القطاع، في انتظار الإذن بالدخول.

تصعيد غير مسبوق وتدمير للبنية التحتية

منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، يشهد القطاع تصعيدًا عسكريًا واسعًا من الجو والبر والبحر، أدى إلى مقتل وإصابة المئات، وتدمير شامل للبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء.

وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، فإن أكثر من 50 مليون طن من الحطام تنتشر في أنحاء القطاع نتيجة القصف، وسط نقص حاد في الوقود والمياه والغذاء.

 حصار إنساني خانق

منذ الثاني من مارس، مُنع دخول أي مساعدات إنسانية إلى القطاع، ما تسبب في انهيار تام للأسواق، وارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة تصل إلى 1400%، فيما ارتفع سعر غاز الطهي بنسبة 4000%، بحسب برنامج الأغذية العالمي.

وأشار المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، إلى أن "غزة تتحول إلى أرض يأس"، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإنهاء الحصار واستئناف عمليات الإغاثة.

خدمات منهكة وأوضاع صحية مأساوية

تعمل فقط 6 مراكز صحية من أصل 22 تابعة للأونروا، ويكافح الطاقم الطبي لتقديم أكثر من 80 ألف استشارة أسبوعية. وتقوم الفرق المتنقلة بتقديم اللقاحات للأطفال وخدمات الصحة النفسية رغم الظروف الصعبة.

 تدمير مقرات الأونروا وسقوط ضحايا

أكدت الأونروا أن 311 منشأة تابعة لها تعرضت لأضرار أو قصف مباشر منذ بداية الحرب، مما أدى إلى مقتل 742 شخصًا كانوا يحتمون داخلها، إضافة إلى إصابة نحو 2500 آخرين. كما قُتل أكثر من 290 من موظفي الوكالة خلال أدائهم لواجبهم الإنساني.

 الضفة الغربية: قتلى واعتقالات مستمرة

  ولم يقتصر التصعيد على غزة فقط، ففي الضفة الغربية، قُتل 916 فلسطينيًا منذ أكتوبر 2023، بينهم 110 أشخاص منذ بداية العام الجاري. وشهدت المناطق الفلسطينية عمليات اقتحام، اعتقال، واعتداءات على المدنيين والمصلين، خاصة في القدس الشرقية.

نداء عاجل للعالم

 ودعت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة إلى رفع الحصار فورًا والسماح بدخول المساعدات دون شروط. وحذرت الأونروا من أن استخدام المساعدات كوسيلة ضغط يُعد انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي الإنساني، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لمنع انهيار شامل في غزة.