أعلنت وزارة الصحة في المكسيك عن تسجيل أول حالة إصابة بشرية بداء النغف، وهو مرض يصيب الجلد بسبب ذبابة الدودة الحلزونية، وذلك وفقًا لما ذكر موقع سكاي نيوز عربية.
داء النغف هو عدوى طفيلية تنتج عندما تغزو يرقات الذباب الجروح المفتوحة، حيث تتغذى على الأنسجة الحية مما يجعلها «آكلة للحوم» الماشية والبشر على حد سواء، وقد يؤدي إلى الوفاة، ولا يوجد له علاج معروف حتى الآن.
وأوضحت وزارة الصحة المكسيكية أن الإصابة تخص امرأة تبلغ من العمر 77 عامًا من بلدة أكاكوياجوا في ولاية تشياباس الجنوبية، مشيرة إلى أن حالتها مستقرة وتتلقى العلاج بالمضادات الحيوية.
وتوقعت وزارة الزراعة الأمريكية عودة ظهور الدودة الحلزونية بعد اكتشاف حالات إصابة بها في الحيوانات في المكسيك في نوفمبر الماضي. وفي بيان لها، أوضحت الوزارة أنه منذ عام 2023 تزايدت حالات الإصابة وانتشرت من بنما لكوستاريكا ونيكاراغوا وهندوراس وجواتيمالا وصولاً إلى المكسيك، مراهنةً أصحاب الحيوانات الأليفة بفحص أي جروح قد تظهر عليها بيض أو يرقات.
على مدار عقود، استثمرت دول الأمريكتين مبالغ ضخمة للقضاء على هذا الطفيلي «آكل اللحوم»، والذي نشأ في أمريكا الجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي، إلا أن حالة الإصابة بدأت بالانتشار شمالاً منذ عام 2023.
كيفية انتشار داء النغف تتمثل بإناث ذباب الدودة الحلزونية التي تضع بيضها في الجروح المفتوحة على الحيوانات الحية، حيث تستطيع وضع ما يصل إلى 300 بيضة في المرة الواحدة وقد تضع آلاف البيضات خلال دورة حياتها الممتدة من 10 إلى 30 يومًا. حتى جرح صغير بحجم لدغة القراد يمكن أن يجذب الإناث لوضع البيض فيه. بعدها تفقس البيوض وتتحول إلى يرقات تحفر بالجرح متغذية على اللحم المحيط بأنيابها المعقوفة، مما يزيد من عمق وحجم الجرح ويسبب آلامًا كبيرة ويعرض للإصابات الثانوية.
وقد وجدت دراسة لمنظمة الصحة العالمية أن معدل الوفيات بسبب داء النغف يصل إلى 3% بين الحالات البشرية.
منذ ثلاثينيات وخمسينيات القرن الماضي كانت الدودة الحلزونية تمثل مشكلة شديدة لمربي الماشية جنوب الولايات المتحدة، حيث كبدت المنتجين خسائر تصل إلى 100 مليون دولار سنويًا. ولكن بحلول منتصف الستينيات، ساعد التعقيم في تقليل انتشار الطفيلي بشكل كبير، كما أُنشئت منطقة حاجزة على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك. وبحلول عام 1986، تم تقليص الطفيلي بدرجة كبيرة في المكسيك، لكن استمر وجوده وانتشاره في أمريكا الجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي.
ما هي الأمراض الأخرى التي يمكن أن تنتقل من الحيوانات إلى البشر؟ وما هي الآثار طويلة المدى لداء النغف على صحة الإنسان؟