في واقعة أثارت جدلًا واسعًا بين المواطنين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، قررت جهات التحقيق حبس أربعة متهمين لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات، بعد اتهامهم بإنشاء قناة فضائية غير مرخصة تُدار من داخل شقة سكنية، بهدف النصب على المواطنين تحت ستار العمل الخيري.
وأوضحت التحقيقات أن المتهمين استغلوا مشاعر المتابعين من خلال تقديم برنامج تلفزيوني يروج لمشروعات "زراعة النخيل" كنوع من الصدقة الجارية، مستخدمين شعارات دينية رنانة وشخصيات تظهر على الشاشة بزي المشايخ بهدف كسب الثقة وإقناع المواطنين بالتبرع.
والأخطر أن القناة زعمت تبعيتها لجمعية خيرية وهمية لا وجود لها على أرض الواقع، حيث لا تمتلك أي مقرات رسمية أو حسابات بنكية، وهو ما كشفته الجهات الأمنية بعد حملة تفتيش موسعة.
وقد أسفرت الحملة عن ضبط نحو مليون جنيه داخل جوالات داخل استوديو التصوير، فضلًا عن عدد كبير من الإيصالات الورقية غير المختومة، والتي كان يتم استخدامها لتوثيق التبرعات التي يُجمعها مندوبون يتنقلون بين المواطنين.
وأكدت مصادر أمنية أن هذه الممارسات تعد احتيالًا ممنهجًا مستغلًا ثقة الناس ورغبتهم في فعل الخير، مشيرة إلى أن التحقيقات لا تزال جارية للكشف عن حجم الأموال التي تم جمعها بهذه الطريقة وعدد الضحايا الذين وقعوا فريسة لهذا الاحتيال المنظم.
وفي السياق ذاته، شددت الجهات الرسمية على ضرورة التحقق من شرعية أي جهة تطلب التبرعات، وعدم التعامل إلا مع المؤسسات المرخصة والمعتمدة رسميًا، محذّرة من الوقوع في فخ القنوات أو الجمعيات الوهمية التي تستغل العمل الخيري لتحقيق مكاسب شخصية.
وقد تم تحرير محضر بالواقعة، وأُحيل المتهمون إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات، في انتظار نتائجها النهائية والإجراءات القانونية بحق المتورطين.