بدأت إيران والولايات المتحدة جولة جديدة من المحادثات النووية في العاصمة الإيطالية روما يوم السبت، بهدف معالجة الخلافات المستمرة منذ عقود حول الأهداف النووية الإيرانية. تأتي هذه المحادثات في ظل تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتنفيذ عمل عسكري في حال عدم نجاح الجهود الدبلوماسية. وأفاد مسؤولون إيرانيون أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف سيتفاوضان بصورة غير مباشرة، من خلال وسيط عماني سيقوم بنقل الرسائل بين الجانبين، وذلك بعد جولة أولى من المحادثات غير المباشرة في مسقط، والتي وصفها الطرفان بأنها "بناءة".

وفي ختام الجولة الأولى، تواصل عراقجي مع ويتكوف لفترة وجيزة، إلا أن المفاوضات لم تشمل لقاءات مباشرة بين المسؤولين من كلا البلدين منذ عام 2015، في زمن الرئيس السابق باراك أوباما.

في اجتماع مع نظيره الإيطالي قبل بدء المحادثات، أعرب عراقجي عن التزام إيران بالدبلوماسية، ودعا جميع الأطراف المشاركة إلى استغلال هذه الفرصة للتوصل إلى اتفاق نووي معقول. وأكد عراقجي، كما نقلت عنه وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، على ضرورة أن يحترم هذا الاتفاق الحقوق المشروعة لإيران وأن يسهم في رفع العقوبات المفروضة عليها، مع إزالة أي شكوك بشأن برنامجها النووي.

وفي موسكو، أعرب عراقجي يوم الجمعة عن اعتقاده بأن التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني مع الولايات المتحدة ممكن إذا كانت واشنطن متسمة بالواقعية. ومع ذلك، سعت طهران إلى تقليص التوقعات بشأن تحقيق اتفاق سريع، بعد أن أشار بعض المسؤولين الإيرانيين إلى إمكانية رفع العقوبات قريبًا، بينما أعرب المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي عن عدم تفاؤله أو تشاؤمه بشكل مفرط.

من جهته، أكد ترامب للصحفيين يوم الجمعة أنه يدعم منع إيران من امتلاك سلاح نووي، مشيرًا إلى رغبته في أن تكون إيران دولة عظيمة ومزدهرة. وفي الوقت نفسه، لم تستبعد إسرائيل تنفيذ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية في الأشهر المقبلة، وفقًا لمسؤول إسرائيلي ومصادر أخرى مطلعة.

ويذكر أن ترامب قد انسحب من الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران وست قوى كبرى خلال فترة ولايته الأولى في عام 2018، حيث أعاد فرض عقوبات قاسية على إيران وأعاد تفعيل حملة "الضغط الأقصى" منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير.

وتسعى الولايات المتحدة إلى إجبار إيران على وقف إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، الذي تخشى واشنطن أن تستخدمه طهران في صنع قنبلة نووية. من جانبها، تؤكد إيران على سلمية برنامجها النووي، معبّرة عن استعدادها للتفاوض حول بعض القيود، شرط أن تحصل على ضمانات قوية بعدم عودة واشنطن عن أي اتفاق مستقبلي. ومنذ عام 2019، انتهكت إيران حدود اتفاق 2015 لتخصيب اليورانيوم، حيث أنتجت كميات تفوق بكثير ما يراه الغرب ضروريًا لأغراض الطاقة المدنية.