أعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان لها عن توقيع اتفاقية تعاون مشترك مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لدعم المرضى السودانيين النازحين في مصر بسبب الحرب في السودان. وتبلغ قيمة الاتفاقية 3 ملايين و618 ألف دولار أمريكي، وسيستفيد منها أكثر من 1,000 فرد يعانون من القصور الكلوي. تم توقيع الاتفاقية بين الدكتورة حنان بلخي، المدير الإقليمي لمكتب منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، وأحمد البيز، مساعد المشرف العام على العمليات والبرامج في مركز الملك سلمان للإغاثة، وذلك على هامش منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع.
يهدف هذا المشروع الإنساني إلى توفير العلاج المستمر لمرضى الفشل الكلوي السودانيين الذين يعيشون في مدن مصرية مختلفة مثل القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، الأقصر، وأسوان. يتضمن المشروع تنفيذ ثلاث مراحل رئيسية: الأولى تركز على ضمان خدمات الرعاية الصحية المنقذة للحياة، والثانية تتعلق بتحديد توزيع مقدمي الخدمات في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية من السودانيين، أما الثالثة فهي تركز على ضمان الوصول المستدام إلى العلاج.
ومن جانبه، قال الدكتور نعمة عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، إن "الحرب في السودان تسببت في أكبر أزمة نزوح في العالم، حيث استقبلت مصر أكبر عدد من النازحين السودانيين". وأشار إلى أن الجنسية السودانية أصبحت الأكثر انتشارًا بين الوافدين إلى مصر، مما شكل ضغطًا كبيرًا على الموارد المحلية. كما نوه إلى أن مصر تتبع سياسة عدم إقامة المخيمات، وتوفر الخدمات الأساسية للاجئين على قدم المساواة مع المصريين، وهو ما يعكس التزامها الراسخ بتقديم الدعم والمساعدة الإنسانية.
وأكد الدكتور نعمة عابد على أهمية التضامن الدولي في مثل هذه الأوقات الحرجة، قائلاً: "في ظل الأزمات العالمية المتفاقمة، يصبح التضامن الدولي وتقاسم المسؤولية أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى". وأعرب عن شكره للحكومة المصرية والحكومة السعودية على تعاونهم في هذا المشروع المهم، الذي يساهم في تخفيف المعاناة عن النازحين السودانيين في مصر.
وتعد هذه الاتفاقية خطوة هامة في مسار التعاون الدولي لمساعدة اللاجئين والنازحين، وتجسد نموذجًا للتضامن الإنساني بين الدول والمنظمات الدولية. ومن خلال هذا التعاون، يتم توفير الرعاية الصحية اللازمة لمئات المرضى السودانيين، مما يعكس التزام المملكة العربية السعودية ومنظمة الصحة العالمية بمبادئ الإنسانية والعمل المشترك. هذا المشروع ليس إلا مثالًا على كيفية تأثير الشراكات الدولية في تحسين حياة الأفراد المتأثرين بالصراعات والنزوح.