أصدرت حركة حماس اليوم الثلاثاء بياناً بمناسبة الذكرى الـ31 لمجزرة الحرم الإبراهيمي، مشيرة إلى أنها تمثل امتداداً لجرائم الاحتلال المستمرة في الضفة الغربية المحتلة وتصعيده ضد قطاع غزة. وأكدت الحركة أن حكومة بنيامين نتنياهو لا تمثل تهديداً للأراضي الفلسطينية فقط، بل لأمن واستقرار المنطقة والعالم بأسره.
في بيانها، شددت حماس على أن مجازر الاحتلال، بما فيها مجزرة الحرم الإبراهيمي المرتكبة في 25 فبراير 1994 على يد المستوطن المتطرف باروخ جولدشتاين وبدعم من جنود الاحتلال وشرطة حرس الحدود، والتي راح ضحيتها 29 شهيدًا وعشرات الجرحى، لن تضفي أي شرعية على الاحتلال أو تمنحه سيادة على الأراضي الفلسطينية. وأكدت أن هذه الجرائم لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه ومقدساته.
وعن الوضع الحالي، أوضحت حماس أن المجزرة تأتي في سياق تصعيد الاحتلال لعدوانه في الضفة والقدس واستمراره في مخططاته التوسعية، بما في ذلك الضمّ والتهجير واقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه.
وأشارت الحركة إلى أن حكومة نتنياهو تجسد خطراً داهماً يتجاوز الحدود الفلسطينية ليشمل أمن واستقرار المنطقة والعالم، وذلك في ظل الصمت الدولي وتقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ إجراءات حاسمة لتجريم تلك الانتهاكات ووقفها. وأضافت أن ما يحدث يمثل نموذجاً فجاً للممارسات الفاشية المتكررة ضد الشعب الفلسطيني.
كما جددت الحركة رفضها لمخططات الاحتلال الرامية إلى تهويد الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك الاستيطان وطمس الهوية الثقافية والدينية للمقدسات. وأكدت أن الشعب الفلسطيني سيظل صامداً، وأن هذه المحاولات لن تفلح في تزوير الحقائق أو فرض سيادة الاحتلال.
وفي هذا السياق، طالبت حماس المجتمع الدولي، بما في ذلك محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، بمحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم المستمرة بحق الفلسطينيين ومقدساتهم وممتلكاتهم. ودعت إلى وضع حد للضغوط الأمريكية التي تدعم العدوان الإسرائيلي وتساهم في إفلات قادته من العقاب.
وفي ختام بيانها، دعت الحركة الجماهير الفلسطينية في كافة أماكن وجودها إلى تعزيز الوحدة الوطنية والتكاتف والتصدي لمخططات الاحتلال وداعميه بكل الوسائل المتاحة. وأكدت أن الفلسطينيين سيظلون الصخرة التي تتحطم عليها كافة مخططات التهجير والعدوان.
أما عن تفاصيل مجزرة الحرم الإبراهيمي، فتعود إلى فجر 15 رمضان عام 1415 هجرياً، عندما نفذ المستوطن باروخ جولدشتاين مذبحة مروعة داخل المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، راح ضحيتها 30 مصلّياً وأصيب العشرات عندما باغتهم بإطلاق النار أثناء أداء صلاة الفجر. الحدث شكل محطة دامية في تاريخ الاحتلال والانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.