شهد المشهد يوم أمس، سواء في غزة أو إسرائيل، تطورات تجاوزت مجرد تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين. فقد اتضح أن كلا الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، سعى لاستغلال هذا الحدث لإيصال رسائل متعددة. وقد وُثقت 20 رسالة مختلفة من الجانبين: رسالتان من إسرائيل موجهتان إلى حركة حماس والمقاومة والشعب الفلسطيني، بينما كان هناك 18 رسالة فلسطينية تستهدف المجتمع الإسرائيلي وعائلات المحتجزين، ورئيس الحكومة نتنياهو، والرئيسين ترامب وبوتين، بالإضافة إلى عدد من الدول العربية والشعب الفلسطيني نفسه

تم رصد تفاعل متباين مع الرسائل التي أطلقتها الأطراف المختلفة خلال عملية تسليم الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، حيث جاءت بعض هذه الرسائل محط انتقاد داخلي من كل جانب. نستعرض هنا أبرز الرسائل التي ترافقت مع تسليم الأسرى الإسرائيليين وما تحمله من دلالات، بالإضافة إلى آراء الخبراء في هذا السياق.

### رسائل المقاومة الفلسطينية خلال تسليم الأسرى الإسرائيليين

عملية تسليم الأسرى لم تكن مجرد حدث عادي بل كانت مثقلة بالرسائل الرمزية التي أرادت المقاومة إيصالها لجهات متعددة، سواء كانوا داعمين أو خصوماً. وفيما يلي أهم هذه الرسائل:

1. **إطلاق فيديو للأسير الإسرائيلي الروسي**  
   نشرت حركة الجهاد الإسلامي مقطعاً يظهر فيه الأسير الإسرائيلي صاحب الجنسية الروسية ألكسندر تروفانوف بحالة جيدة، يظهر وهو يتجول على شاطئ غزة ويصطاد السمك. أكدت الحركة أنه سيتم الإفراج عنه بناءً على طلب الجانب الروسي واحتراماً للرئيس فلاديمير بوتين. هذه الرسالة أبرزت حرص المقاومة على كسب ود روسيا وإبراز إنسانيتها أمام المجتمع الدولي.

2. **تجمع الفلسطينيين قرب سجن عوفر**  
   احتشد المئات في محيط السجن لاستقبال الأسرى المحررين، وقد حملت هذه الخطوة رسالة تهديد واضحة من الجانب الإسرائيلي للسكان الفلسطينيين.

3. **ملابس الأسرى المفرج عنهم**  
   ظهر ثلاثة أسرى إسرائيليين—يائير هورن، وساجي ديكل حن، وألكسندر تروبنوف—بملابس مدنية عادية في خان يونس عند الإفراج عنهم، في إشارة إلى التعامل الإنساني للمقاومة مع الأسرى.

4. **إهداء ساعة رملية وصورة أسير إسرائيلي آخر**  
   قدمت المقاومة للرهينة المحرر يائير هورن ساعة رملية وصورة لرهينة إسرائيلي آخر محتجز بغزة مع عبارة "الوقت ينفد"، كتأكيد على أن هناك أسرى ما زالوا ينتظرون التحرير.

5. **استعراض القوة من قبل حماس**  
   أثناء التسليم، تجمعت أعداد كبيرة من المسلحين التابعين لحماس في استعراض واضح للقوة والسيطرة.

6. **لافتة مميزة على منصة التسليم**  
   ظهرت لافتة تحمل عبارة "نحن الجنود يا قدس فاشهدي"، وهذه العبارة جاءت لتؤكد الالتزام بالقضية الفلسطينية والقدس تحديداً كرمز مقدس.

7. **شهادات إطلاق السراح**  
   كما في المرات السابقة، حمل الأسرى المحررون شهادات إطلاق سراح، في تذكير ضمني بإمكان إعادة سيناريو الإفراج عن المزيد من الأسرى مستقبلاً.

8. **استخدام زي وأسلحة جيش الاحتلال**  
   ارتدى عناصر النخبة في حماس زي الجنود الإسرائيليين الذي استولوا عليه خلال عملية 7 أكتوبر 2023، وظهرت أسلحة مستولى عليها مثل بندقية "إم بي 5"، لبعث رسالة مفادها التفوق وتحدي الاحتلال.

9. **لافتة "لا هجرة إلا للقدس"**  
   ظهرت في الخلفية على منصة التسليم لافتة موجهة للرئيس الأمريكي وللدول الغربية لتأكيد رفض تهجير أهالي غزة وأحقية العودة للقدس.

10. **رسائل الأسرى الإسرائيليين المحررين**  
   جاءت كلمات المحررين لتصب في صالح المقاومة الفلسطينية. أكد ألكسندر تروبنوف على ضرورة الإفراج عن بقية الأسرى قائلاً: "لا يجب أن ننسى الآخرين". بينما دعا ساجي ديكل حن حكومته للعمل بجهد أكبر لإتمام مزيد من صفقات التبادل. أما يائير هورن فقال: "نحن مسرورون بالعودة، لكن هناك من لا يزالون محتجزين"، مكرراً عبارة "الوقت ينفد" عدة مرات، في إشارة واضحة للمحتجزين الباقين بغزة.

11. **أعلام الدول العربية المرفوعة**  
   لفت ظهور أعلام دول عربية مثل مصر، لبنان، اليمن، الأردن، والسعودية انتباه المتابعين على المنصات الاجتماعية، مما أثار تفاعلاً واسعاً حول مغزى هذا الظهور في سياق العملية.

### تحليل المشهد
توضح هذه التفاصيل أن العملية لم تكن مجرد إجراء تقني بل كانت جزءاً من حرب الرسائل المتبادلة بين الأطراف المختلفة. عبر الرموز والدلالات المصاحبة للتسليم، نجحت المقاومة الفلسطينية في توجيه رسائل متعددة