وصل الرهائن الإسرائيليون إيير هورن وساغي ديكل تشين وساشا (الكسندر) تروفانوف إلى موقع إطلاق سراحهم في غزة يوم السبت، بعد أن تمكن وسطاء مصريون وقطريون من تجنب مواجهة كانت تهدد بتقويض وقف إطلاق النار الهش.
أظهرت لقطات حية المسلحين من حماس وهم يقودون الثلاثة إلى منصة في خان يونس، حيث ستتم إعادتهم مقابل 369 أسيرًا ومعتقلًا فلسطينيًا، مما يساهم في تخفيف المخاوف من انهيار الاتفاق قبل انتهاء وقف إطلاق النار الذي يستمر 42 يومًا. وقد تم القبض على ديكل تشين، وهو أمريكي إسرائيلي، وتروفانوف، الإسرائيلي الروسي، وهورن، الذي تم اختطاف شقيقه إيتان أيضًا، خلال هجوم مسلح على كيبوتس نير عوز، أحد المجتمعات المحيطة بقطاع غزة، في 7 أكتوبر 2023.
انتشر العشرات من مسلحي حماس في موقع إطلاق سراحهم، وأشارت مصادر في الحركة إلى أن بعضهم كان يحمل بنادق استولى عليها من الجيش الإسرائيلي خلال الهجوم المذكور. كانت حماس قد هددت سابقًا بعدم إطلاق سراح المزيد من الرهائن، متهمة إسرائيل بانتهاك شروط وقف إطلاق النار من خلال منع دخول المساعدات إلى غزة، مما أدى إلى تهديدات من الجانب الإسرائيلي باستئناف القتال، حيث تم استدعاء جنود الاحتياط ووضعت القوات في حالة تأهب قصوى.
أثار ظهور الرهائن الثلاثة، الذين بدا عليهم الهزال، بالإضافة إلى روايات سوء المعاملة من قبل رهائن آخرين تم إطلاق سراحهم منذ بدء وقف إطلاق النار في 19 يناير، احتجاجات في إسرائيل تطالب الحكومة بالتمسك بوقف إطلاق النار والتقدم نحو المرحلة التالية من الصفقة لإعادة جميع الرهائن.
في خطوة تهدف لتخفيف الانتقادات المتعلقة بسوء معاملة الرهائن، أصدرت حركة الجهاد الإسلامي، وهي جماعة مسلحة متحالفة مع حماس وتحتجز تروفانوف، مقطع فيديو له يظهر فيه وهو يتناول الطعام ويصطاد السمك على شاطئ غزة.
تزامنت هذه الأحداث مع دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإخراج الفلسطينيين بشكل دائم من غزة وتسليم القطاع للولايات المتحدة لإعادة تطويره، وهو ما لاقى رفضًا شديدًا من الجماعات الفلسطينية والدول العربية وكذلك بعض الحلفاء الغربيين.
كانت حماس قد وافقت الشهر الماضي على تسليم 33 رهينة إسرائيلية، بينهم نساء وأطفال ومرضى وكبار السن، مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين خلال هدنة تستمر ستة أسابيع، يتم خلالها انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المواقع في غزة. وقبل يوم السبت، تمت إعادة 16 من هؤلاء الرهائن الإسرائيليين، إضافةً إلى خمسة تايلانديين تم تسليمهم في عملية غير مخططة. وبهذا، تبقى 76 رهينة في غزة، يُعتقد أن نصفهم فقط لا يزالون على قيد الحياة.
تسعى الهدنة إلى تمهيد الطريق لمرحلة ثانية من المفاوضات بهدف إعادة الرهائن المتبقين واستكمال انسحاب القوات الإسرائيلية، مما يسهل التوصل إلى نهاية نهائية للصراع وإعادة بناء غزة، التي تعاني حاليًا من دمار كبير ونقص حاد في الغذاء والمياه والكهرباء.