أظهرت البيانات الصادرة يوم الاثنين أن واردات الصين من النفط الخام من روسيا، التي تُعد أكبر مورد للنفط الخام إلى البلاد، شهدت ارتفاعًا بنسبة 1% خلال عام 2024، محققة مستوى قياسيًا مقارنة بعام 2023. في المقابل، تراجعت واردات الصين من السعودية بنسبة 9%، حيث اتجهت المصافي إلى شراء الإمدادات الروسية المخفضة بهدف مواجهة هوامش الأرباح الضعيفة. ووفقًا لما أعلنته الإدارة العامة للجمارك في الصين، بلغت واردات النفط من روسيا، بما في ذلك الإمدادات البحرية وتلك المنقولة عبر خطوط الأنابيب، نحو 108.5 مليون طن متري، أي ما يعادل حوالي 2.17 مليون برميل يوميًا.
وذكرت وكالة "رويترز" أن الإمدادات الروسية المنقولة بحرًا استفادت من الطلب المتزايد من المصافي المستقلة وشركات النفط الحكومية الكبرى. كما ساهم قرار حكومي بتخزين النفط في تعزيز هذه الإمدادات.
أما المملكة العربية السعودية، والتي تُعتبر أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، فقد شحنت حوالي 78.64 مليون طن من النفط إلى الصين، ما يعادل قرابة 1.57 مليون برميل يوميًا، مسجلة تراجعًا مقارنةً بـ1.72 مليون برميل يوميًا في عام 2023. وخلال معظم عام 2024، تقلصت واردات الصين من النفط السعودي جراء تزايد حصة النفط الأرخص ثمنًا القادم من روسيا وإيران، مدفوعًا بارتفاع الأسعار العالمية. ومع ذلك، استعادت السعودية جزءًا من حصتها في السوق خلال الربع الرابع من العام بعد أن قامت بخفض أسعارها بشكل كبير، بالإضافة إلى انخفاض الإمدادات الإيرانية.
وعلى صعيد إجمالي واردات الصين من النفط الخام، سجلت انخفاضًا بنسبة 1.9% خلال العام 2024، في أول تراجع سنوي من نوعه باستثناء الانخفاضات المرتبطة بجائحة كورونا. جاء هذا التراجع نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي وبلوغ الطلب على الوقود ذروته، مما أدى إلى كبح مستوى المشتريات. وفي المقابل، قفزت واردات الصين من ماليزيا، التي أصبحت مركزًا محوريًا لإعادة شحن النفط الخاضع للعقوبات من دول مثل إيران وفنزويلا، بنسبة 28% خلال العام الماضي، حيث بلغت حوالي 70.38 مليون طن، أي ما يعادل 1.41 مليون برميل يوميًا، لتحل بذلك في المرتبة الثالثة بعد روسيا والسعودية.