الكاتبة : أمل شريف
شهدت أسعار الديزل العالمية وهوامش التكرير ارتفاعاً ملحوظاً عقب فرض الجولة الأخيرة من العقوبات الأمريكية على تجارة النفط الروسية، وذلك وسط توقعات بتحقيق اضطرابات كبيرة في الإمدادات، وفقاً لتحليلات الخبراء وبيانات بورصة لندن.
في 10 يناير/كانون الثاني، فرضت الولايات المتحدة أشد العقوبات حتى الآن على قطاع النفط الروسي بهدف تقليص عائدات ثاني أكبر مصدر للنفط عالميًا، في إطار جهودها لمواجهة تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا. جاءت هذه العقوبات لتشمل العديد من السفن التي تشكل جزءًا من ما يُعرف بـ"أسطول الظل"، والذي يهدف للالتفاف على القيود الغربية. وقد استُخدِمت هذه السفن بالفعل لنقل النفط الروسي إلى الهند والصين، حيث استفادت مصافي تلك الدول من أسعار النفط الروسي المخفضة، التي أصبحت محظورة في الأسواق الأوروبية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقالت ناتاليا لوسادا، المحللة لدى شركة "إنيرجي أسبكتس"، إن "هوامش الربح للديزل ارتفعت بعد فرض العقوبات، ومن المتوقع أن نشهد اضطرابات كبيرة في صادرات الديزل الروسية". ووفقاً لبيانات بورصة لندن، وصل الفارق السعري لعقد الديزل الأوروبي القياسي للشهر الأول إلى 50.25 دولاراً للطن المتري يوم الخميس، وهو أعلى مستوى له خلال عشرة أشهر.
تجدر الإشارة إلى أن سوق الديزل كانت تشهد بالفعل حالة من التراجع، وهو وضع يتميز بتداول العقود القريبة بسعر أعلى من العقود الآجلة للتسليم في تواريخ لاحقة، مما يعكس نقصًا في الإمدادات الفورية. كما أن هوامش تكرير الديزل ارتفعت إلى أعلى مستوى لها خلال خمسة أشهر ونصف، مسجلة 20 دولارًا للبرميل يوم الخميس، في ظل طلب متزايد على الديزل بسبب الطقس البارد في نصف الكرة الشمالي.
في آسيا، ارتفعت هوامش تكرير الديزل بنسبة 8٪ يوم الاثنين لتتجاوز 17 دولارًا للبرميل، وهو أكبر ارتفاع يُسجل منذ سبتمبر، قبل أن تتراجع قليلاً إلى نحو 16.50 دولارًا للبرميل يوم الخميس. أما في الولايات المتحدة، ارتفعت العقود الآجلة للديزل بأكثر من 5٪ في 10 يناير، محققة أكبر مكاسب يومية منذ أكتوبر. ووصلت الأسعار إلى 111 دولارًا للبرميل يوم الخميس، وهو أعلى مستوى لها خلال ستة أشهر. كما أن الفارق السعري بين عقود الشهر الأول وعقود الشهر السادس تجاوز 10 دولارات، وهو أكبر فارق يُسجل في نحو عام.
وأشار مصدران تجاريان مقرهما سنغافورة إلى أن التجار والمصافي يحسبون تأثير ارتفاع تكاليف النفط الخام على أسعار الوقود وعمليات التكرير. وأوضح المصدران أن انخفاض صادرات الديزل الروسي قد لا يترك تأثيرًا كبيرًا على الأسواق الآسيوية بصورة مباشرة، ولكنه يظل عاملاً مهماً يؤثر على ديناميكيات الأسواق العالمية.