إن مؤسس شركة "هيندنبرج للأبحاث"، ناثان أندرسون، أعلن عن قراره بإنهاء أعمال الشركة التي اشتهرت بتقاريرها المثيرة للجدل والتي أدت إلى موجات بيع مكثفة بين المستثمرين، إلى جانب تحقيقات من السلطات المختلفة. وقد تسببت هذه التقارير في محو مليارات الدولارات من القيم السوقية لعدة شركات، من بينها مجموعة "أداني" الهندية وشركة "نيكولا" الأمريكية.

وأوضح أندرسون، الذي أسس "هيندنبرج" عام 2017، أن سبب قراره يرجع إلى الضغوط المرتبطة بطبيعة عمل الشركة، الذي وصفه بـ"المكثف للغاية وأحياناً المنهك". جاء ذلك في بيان نشره عبر الموقع الرسمي للشركة يوم الأربعاء.

بُنيت أعمال أندرسون وشركته على البيع على المكشوف، وهو استثمار يعتمد على المراهنة ضد الشركات التي يُعتقد أنها متورطة في ممارسات مشبوهة، مثل الفساد المالي، أو سوء الإدارة، أو حتى الاحتيال. وتقوم هذه الاستراتيجية على تحقيق أرباح من خلال اقتراض الأسهم وبيعها، مع التوقع بانخفاض أسعارها في المستقبل، حيث يتم حينها إعادة شراء الأسهم بسعر أقل لتحقيق فرق مالي. ومع ذلك، إذا ارتفعت الأسعار، فإن خسائر البائع يمكن أن تكون غير محدودة.

تجدر الإشارة إلى أن قرار أندرسون ليس الحالة الوحيدة في هذا المجال. ففي عام 2023، أغلق البائع الشهير جيم تشانوس شركته أيضاً، وهو الذي اشتهر بمراهناته ضد شركة "إنرون" للطاقة التي انهارت في فضيحة محاسبية كبرى في ديسمبر/كانون الأول 2001. وأشار تشانوس إلى أن نموذج عمل شركته بات يواجه تحديات وضغوطاً كبيرة، ما أجبره على اتخاذ قرار الإغلاق.

بهذا القرار، ينضم أندرسون إلى قائمة من المستثمرين الذين أعادوا النظر في طبيعة هذا النوع من الأعمال التي تتطلب جهوداً مكثفة ومخاطر عالية، والتي أصبحت تواجه صعوبات متزايدة في ظل تغيرات الأسواق المالية.