الكاتبة : آية عادل

   في إنجاز جديد يعكس التقدم الكبير الذي تحققه دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الفضاء، أعلنت الحكومة الإماراتية عن إطلاق القمر الاصطناعي "محمد بن زايد سات"، في خطوة تعكس رؤية الدولة الطموحة لتعزيز مكانتها على الساحة الفضائية العالمية تم إطلاق القمر الجديد يوم السبت الماضي من مركز "جيوجيان" الفضائي في الصين، وهو خطوة استراتيجية في مساعي الإمارات لتعزيز قدراتها الفضائية ودعم مشروعاتها المستقبلية في هذا المجال.

القمر الصناعي محمد بن زايد سات: أهمية علمية وتكنولوجية

   يعد "محمد بن زايد سات" جزءًا من جهود الإمارات لتوسيع نطاق استثماراتها في قطاع الفضاء، ويعتبر أول قمر صناعي يتم تصنيعه بالكامل داخل الدولة بواسطة فريق من المهندسين والعلماء الإماراتيين. القمر الصناعي، الذي يحمل اسم رئيس الدولة الشيخ محمد    بن زايد آل نهيان، يتسم بقدرات تكنولوجية عالية تهدف إلى توفير صور دقيقة وعالية الجودة للأرض.

  ويُستخدم القمر في تطبيقات متعددة، منها مراقبة التغيرات المناخية والبيئية، ودراسة الزراعة والموارد الطبيعية، إضافة إلى دعم جهود التنمية المستدامة في الدولة، كما سيسهم القمر الصناعي في تعزيز القدرات الإماراتية في مجال الاتصالات، وتوفير البيانات اللازمة لتحسين إدارة الموارد الطبيعية، والمساهمة في دراسات البحث العلمي في الفضاء.

الإنجاز الإماراتي: خطوة نحو ريادة الفضاء

   وإطلاق "محمد بن زايد سات" يعكس رؤية الإمارات الاستراتيجية في الوصول إلى الريادة الفضائية، حيث تُعتبر الدولة من بين الدول الرائدة في مجالات علوم الفضاء، بالرغم من أنها لم تكن تمتلك بنية فضائية قبل عقدين فقط من الزمن، ويأتي هذا الإطلاق بعد سلسلة من النجاحات التي حققتها دولة الإمارات في مجال الفضاء، بدءًا من إطلاق أول مسبار فضائي إماراتي "مسبار الأمل" إلى المريخ في 2020، وصولاً إلى مشروع "الفضاء البشري" الذي يهدف إلى تدريب رواد فضاء إماراتيين للمهام المستقبلية.

دور القيادة الإماراتية في تطور القطاع الفضائي:

  وقد أشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بإطلاق القمر الاصطناعي، معتبرًا أن هذا الإنجاز يعكس التزام الإمارات بتطوير قطاع الفضاء وتعزيز مكانتها كدولة مبتكرة وقائدة في مجال التكنولوجيا. كما أكدت القيادة الإماراتية على أهمية هذا المشروع في تحقيق التنمية المستدامة، ودفع عجلة البحث العلمي في المجالات الفضائية.

  وقال وزير دولة لشؤون التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور سلطان الجابر: "إن إطلاق القمر الاصطناعي محمد بن زايد سات يعكس التزامنا المستمر بتطوير تقنيات فضائية متقدمة، ويسهم في تعزيز قدرة الدولة على مواكبة أحدث التطورات في هذا المجال.

التعاون الدولي وتعزيز العلاقات الفضائية

   من جهة أخرى، يعكس مشروع "محمد بن زايد سات" أيضًا التعاون الدولي بين الإمارات ودول أخرى في مجال الفضاء، وقد تم بناء القمر الاصطناعي بالتعاون مع شركات تكنولوجيا متخصصة في مجال الفضاء، وضمن إطار شراكات استراتيجية تهدف إلى نقل المعرفة التكنولوجية والابتكارية إلى الدولة، كما يتوقع الخبراء أن يكون هذا المشروع بداية لمزيد من المشاريع الفضائية الطموحة التي ستسهم في تعزيز مكانة الإمارات على الساحة الفضائية العالمية، وستفتح آفاقًا جديدة للتعاون مع دول أخرى في مجالات البحث والتطوير التكنولوجي.

نظرة مستقبلية: الإمارات ومستقبل الفضاء

   ويستمر قطاع الفضاء في الإمارات في تحقيق إنجازات متتالية، حيث تعمل الدولة على بناء مشاريع فضائية طموحة في المستقبل،  ومن بين المشاريع المنتظرة، هناك خطط لإرسال المزيد من الأقمار الصناعية المتطورة، إضافة إلى التطلع إلى تطوير مشاريع فضائية مأهولة على المدى البعيد، فضلًا عن استكشاف الفضاء العميق.

  ويشكلٍ عام يعد إطلاق "محمد بن زايد سات" اليوم بمثابة خطوة جديدة نحو تحقيق طموحات الإمارات في قطاع الفضاء، ويُضاف إلى سلسلة النجاحات التي حققتها في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة  مع استمرار الابتكار والدعم الحكومي القوي، تسعى الإمارات لأن تكون لاعبًا رئيسيًا في الفضاء خلال العقد المقبل، ويؤكد هذا الإنجاز على قدرة الإمارات على استخدام التكنولوجيا المتقدمة لتحقيق أهدافها التنموية المستدامة، ويضعها في مصاف الدول الرائدة في مجال استكشاف الفضاء.