الكاتبة : آية عادل

أعلن الجيش السوداني عن سيطرته الكاملة على مجمع الرواد السكني، الذي يُعدّ موقعًا استراتيجيًا هامًا في المدينة، ويأتي هذا التطور في ظل انقطاع تام لخدمات الاتصالات وشبكة الإنترنت عن الخرطوم، ما يُزيد من صعوبة الحصول على معلومات دقيقة ومُحدّثة عن الوضع الميداني.

  ويقع مجمع الرواد السكني في منطقة اللاماب شمال غرب الخرطوم، ويضم 17 برجًا سكنيًا. نظرًا لموقعه المُطلّ  يُعتبر المجمع نقطة مراقبة وتحكم استراتيجية، وقد استخدمته قوات الدعم السريع كمركز لتمركز القناصة ونقطة انطلاق للهجمات، ما جعله هدفًا رئيسيًا للجيش السوداني، وبحسب مصادر عسكرية، فإن السيطرة على مجمع الرواد تُساهم في تأمين مناطق حيوية في الخرطوم، وتُسهّل حركة القوات العسكرية في محيط المدينة.

   وأفادت مصادر عسكرية بأن العملية العسكرية التي نفذها الجيش للسيطرة على مجمع الرواد استمرت لساعات، وشهدت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، وقد تمكنت قوات سلاح المدرعات من اقتحام المجمع وتكبيد قوات الدعم السريع خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، مع التأكيد على التزام الجيش بسلامة الممتلكات الخاصة والعامة وفقًا للقانون الدولي وقواعد الاشتباك. وقد نشر الجيش السوداني مقاطع فيديو تُظهر انتشار جنوده داخل المجمع، ما يُؤكّد سيطرته عليه.

   ويُلقي انقطاع الاتصالات بظلاله على الوضع في الخرطوم، حيث يُعيق بشكل كبير حركة الإمدادات وعمليات الإغاثة الإنسانية، ويَحول دون تواصل العائلات للاطمئنان على ذويهم، كما يُؤثّر انقطاع الإنترنت على عمل المؤسسات والخدمات الحيوية، مثل المستشفيات والبنوك. وتتبادل الأطراف المُتحاربة الاتهامات حول مسؤولية قطع الاتصالات، بينما تُطالب المنظمات الدولية بضرورة عودة خدمات الاتصالات لتمكين المنظمات الإنسانية من القيام بواجبها.

   ومع استمرار القتال وانقطاع الاتصالات، يتفاقم الوضع الإنساني في الخرطوم بشكل مُطرد. يُواجه السكان نقصًا حادًا في المواد الغذائية والمياه النظيفة والأدوية، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إلى الخدمات الصحية، وتُحذّر المنظمات الإنسانية من كارثة إنسانية وشيكة إذا لم يتم توفير ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المُحتاجين.

   ويأتي هذا التطور في الخرطوم في سياق تصاعد وتيرة المعارك في مناطق أخرى من السودان، حيث أعلن الجيش السوداني في وقت سابق عن استعادة سيطرته على مدينة ود مدني بولاية الجزيرة، وتُشير هذه التطورات إلى استمرار حالة عدم الاستقرار في البلاد، وتُعيق جهود الوساطة الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى الحوار السياسي.

   وبشكل ٍ عام تُعدّ سيطرة الجيش على مجمع الرواد تطورًا ميدانيًا هامًا في الصراع المُستمر في الخرطوم، إلا أن الوضع الإنساني يظل مُقلقًا للغاية في ظل انقطاع الاتصالات واستمرار القتال، ويُطالب المجتمع الدولي بتحرك عاجل لوقف إطلاق النار وتوفير المساعدات الإنسانية للمُتضررين.