أقرّ الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، بمقتل أربعة جنود ينتمون إلى لواء ناحال، بالإضافة إلى إصابة ضابط وجندي آخر بجروح وُصفت بالخطيرة، وذلك خلال اشتباكات مع المقاومة الفلسطينية في شمال قطاع غزة. في المقابل، وأفادت تقارير صادرة عن منصات إعلامية إسرائيلية أخرى بارتفاع عدد القتلى في صفوف الجيش إلى سبعة جنود، مع وجود نحو ثلاثين جريحًا. يُظهر هذا التباين في الأرقام بين المصادر الرسمية وغير الرسمية صعوبة الحصول على معلومات دقيقة ومُؤكدة في ظل استمرار العمليات العسكرية.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن مقتل الجنود الأربعة من لواء ناحال جاء نتيجة انفجار عبوة ناسفة شديدة الانفجار في منطقة بيت حانون شمال قطاع غزة. وأوضحت الصحيفة أن العبوة استهدفت دورية عسكرية كانت تُرافق نائب قائد لواء ناحال، الذي أُصيب هو الآخر في الهجوم. وأضافت يديعوت أحرونوت أن الجيش الإسرائيلي يُجري تحقيقًا في ملابسات الحادث، ويركز التحقيق على فرضية احتمال وصول عناصر المقاومة الفلسطينية إلى موقع الهجوم عبر نفق لم يتم اكتشافه من قبل، على الرغم من تأكيد الجيش الإسرائيلي السابق على تطهير المنطقة التي وقع فيها الكمين وأنها كانت تخضع لسيطرته الكاملة.
وكشفت القناة 12 الإسرائيلية أن الهجوم في بيت حانون لم يكن مجرد انفجار عبوة ناسفة، بل كمينًا مزدوجًا تضمن تفجيرًا أعقبه إطلاق نار كثيف على القوة الإسرائيلية، وأضافت أن عملية إجلاء القتلى والجرحى من موقع الكمين كانت بالغة الصعوبة، حيث اضطرت القوات الإسرائيلية إلى إتمام عملية الإجلاء تحت نيران مُستمرة، ما يُشير إلى استمرار الاشتباكات وتوتر الوضع الميداني.
وعقّب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ على الهجوم الذي استهدف جنودًا من جيشه في قطاع غزة، معربًا عن حزنه الشديد لمقتل أربعة جنود في المعارك الدائرة هناك، وقال هرتسوغ: "قلوبنا تنفطر لمقتل 4 جنود في معارك غزة اليوم"، مُضيفًا أن الحرب "تستمر في فرض أثمان باهظة ومؤلمة للغاية، إذ فقدنا 10 جنود الأسبوع الماضي فقط". يُظهر هذا التصريح حجم الخسائر البشرية التي يتكبدها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، ويعكس مدى تأثير هذه الحرب على المجتمع الإسرائيلي. كما يُشير قول هرتسوغ "إذ فقدنا 10 جنود الأسبوع الماضي فقط" إلى تصاعد وتيرة الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي خلال الفترة الأخيرة من القتال.
ومن جانبه، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الوضع بأنه "مساء صعب جدا لإسرائيل" بعد تلقي خبر مقتل أربعة جنود وصفهم بأنهم "من أفضل أبنائنا"، وبالمثل، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن حزنه قائلًا: "نشعر بالحزن جراء مقتل 4 من جنودنا في شمال غزة"، ويُظهر كلا التصريحين التأثير العاطفي للخسائر البشرية على القيادة الإسرائيلية، ويعكسان مدى الألم الذي يُسببه فقدان الجنود في المعارك الدائرة في قطاع غزة. يُلاحظ تطابق تعبيرات الحزن بين الوزير ورئيس الوزراء، ما يُشير إلى وحدة الموقف الرسمي تجاه هذه الخسائر.
وتشهد الأنباء الواردة من قطاع غزة تضاربًا حول حجم الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي؛ ففي حين أعلنت مصادر رسمية إسرائيلية عن أرقام أقل، أفادت وسائل إعلام ومنصات إسرائيلية أخرى بأعداد أكبر من القتلى والجرحى، ما يُشير إلى صعوبة التحقق من المعلومات بشكل مستقل في ظل استمرار العمليات العسكرية.
وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن 50 جنديًا إسرائيليًا قد لقوا حتفهم منذ بدء العملية العسكرية في شمال قطاع غزة من بينهم 11 قتيلاً في منطقة بيت حانون تحديدًا، كما أشارت القناة إلى ارتفاع إجمالي عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ بداية العملية البرية في قطاع غزة إلى 400 جندي. تُعدّ هذه الأرقام، إذا صحت، مؤشرًا على تصاعد حدة الاشتباكات والخسائر البشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وفي وقت سابق، نقلت وسائل إعلام فلسطينية معلومات من منصات تابعة للمستوطنين تفيد بمقتل سبعة جنود إسرائيليين وإصابة نحو 30 آخرين بجراح، من بينهم 11 إصاباتهم وُصفت بالخطيرة، في اشتباكات شمال قطاع غزة، وأوضحت هذه المصادر أن القتلى ينتمون إلى وحدات مختلفة في الجيش الإسرائيلي، حيث كان أربعة منهم من لواء "ناحال"، واثنان من كتيبة "نيتسح يهودا" التابعة للواء "كفير"، وجندي واحد من لواء "غفعاتي"، وقد تم تداول صور تُظهر عمليات إجلاء الجرحى والقتلى بواسطة مروحيات.
وأكدت المنصات التابعة للمستوطنين أن ما حدث في شمال قطاع غزة يُعتبر "حدثًا صعبًا جدًا" وغير مسبوق من حيث عدد القتلى والجرحى الذين سقطوا في صفوف الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. يُشير هذا الوصف إلى حجم الخسائر وتأثيرها المحتمل على معنويات الجيش والمجتمع الإسرائيلي. من المهم التأكيد على ضرورة انتظار تأكيدات رسمية من مصادر موثوقة للتحقق من دقة هذه المعلومات.