تُواجِه مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية أزمة حادة مع استمرار حرائق الغابات التي تُهدد المدينة وضواحيها، مُخلّفةً وراءها دمارًا واسعًا وخسائر اقتصادية مُحتملة تُقدّر بمليارات الدولارات،  ويطرح حجم الدمار الهائل تساؤلات جدية حول ما إذا كانت هذه الحرائق ستُصبح الكارثة الطبيعية الأعلى تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.

  تستمر ألسنة اللهب في الانتشار بوتيرة مُتسارعة في مناطق مُتفرقة حول لوس أنجلوس، مدفوعةً بالرياح القوية وارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الرطوبة، ما يُصعّب جهود فرق الإطفاء في السيطرة عليها،  ولم تقتصر أضرار الحرائق على تدمير الغابات والمساحات الخضراء، بل امتدت لتطال المناطق السكنية والتجارية، ما يُنذر بكارثة اقتصادية وإنسانية واسعة النطاق.

 والتقديرات الأولية للخسائر تُشير إلى أرقام فلكية تُثير المخاوف؛ إذ تتراوح هذه التقديرات بين عشرات إلى مئات المليارات من الدولارات، وهو نطاق واسع يعكس صعوبة حصر الأضرار بدقة في الوقت الحالي، نظرًا لاستمرار الحرائق وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق المُتضررة، وتشمل هذه الخسائر بالطبع تدمير المنازل والممتلكات الخاصة، وإتلاف البنية التحتية، وتعطيل الأنشطة الاقتصادية، إضافةً إلى التكاليف الباهظة لعمليات الإطفاء والإغاثة.

  ومع التقديرات الحالية لخسائر حرائق لوس أنجلوس، فإنها قد تُنافس كوراث طبيعية أخرى ضربت الولايات المتحدة الأمريكية أو حتى تتجاوزها في حجم الخسائر، كإعصار كاترينا الذي ضرب سواحل الخليج عام 2005 م، والذي يعتبر من بين الكوارث الأعلى تكلفة في التاريخ الأمريكي، حيث بلغت الخسائر المُقدّرة حوالي 170 مليار دولار، كما تُعتبر حرائق الغابات التي اجتاحت كاليفورنيا في السنوات الأخيرة، مثل:حريق "كامب فاير" عام 2018، من الكوارث المُكلّفة أيضًا، حيث بلغت خسائرها مليارات الدولارات. 

   ويساهم في ارتفاع التكلفة المُحتملة لحرائق لوس أنجلوس عوامل عدة، من بينها: ارتفاع أسعار العقارات في المنطقة، وهو ما يعني أن تدمير المنازل والممتلكات يُترجم إلى خسائر مالية ضخمة، ووصول النيران إلى مناطق سكنية وتجارية مكتظة مما يُضاعف من حجم الخسائر، والتأثير على الاقتصاد المحلي بشكل كبير، من خلال تعطيل الأعمال وتوقف السياحة وتكاليف إعادة الإعمار.

  ولا يزال من السابق لأوانه تحديد التكلفة النهائية لحرائق لوس أنجلوس، حيث تستمر النيران في الانتشار وتتوالى الأضرار، ومن المُرجّح أن تُخلّف هذه الكارثة آثارًا اقتصادية واجتماعية كبيرة على المدينة والولاية، وتستدعي جهودًا ضخمة لإعادة الإعمار والتعافي. تُثير هذه الكارثة أيضًا تساؤلات حول سُبل الوقاية من حرائق الغابات والتخفيف من آثارها في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم.

   وبشكلٍ عام تُشكّل حرائق لوس أنجلوس تحديًا كبيرًا للولايات المتحدة، والخسائر المُحتملة تُنذر بكارثة اقتصادية ضخمة،  ويبقى السؤال مطروحًا: هل ستُصبح هذه الحرائق الكارثة الأعلى تكلفة في تاريخ أمريكا؟

   الإجابة على هذا السؤال ستتضح في الأيام والأسابيع القادمة مع استمرار جهود الإطفاء وحصر الأضرار.