الكاتبة : آية عادل
يشهد الصراع الدائر في السودان تطورات ميدانية متسارعة، حيث أعلن الجيش السوداني عن إحكام قبضته وتطويق عدد من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة قوات "الدعم السريع"، ويأتي هذا التقدم في سياق الجهود العسكرية المتواصلة لاستعادة السيطرة على المناطق المتنازع عليها، وتأمين الاستقرار في البلاد.
ويُعتبر هذا التطويق خطوة مهمة في مسار الصراع، حيث يُضيّق الخناق على قوات "الدعم السريع" ويُقلل من قدرتها على المناورة والإمداد.
وتُشير التقارير الواردة من السودان إلى أن العمليات العسكرية التي نفذها الجيش قد أسفرت عن تطويق فعّال لعدد من المواقع الاستراتيجية التي كانت تُسيطر عليها قوات "الدعم السريع"، ولم يتم الكشف عن تفاصيل دقيقة حول هذه المناطق المُطوّقة، لأسباب عسكرية تتعلق بسير العمليات، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن هذا التقدم يُعدّ تحولًا مهمًا في ميزان القوة على الأرض
ويُساهم هذا التطويق في قطع خطوط الإمداد عن قوات "الدعم السريع" وعزلها، مما يُضعف من قدرتها القتالية ويُسرّع من إمكانية حسم الصراع.
يأتي هذا التطور في ظل استمرار الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في مناطق متفرقة من البلاد، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية ونزوح أعداد كبيرة من السكان.
ويُواجه المدنيون أوضاعًا معيشية صعبة نتيجة توقف الخدمات الأساسية وشحّ المواد الغذائية والطبية. تُطالب المنظمات الدولية بضرورة توفير ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين وحماية المدنيين من ويلات الحرب.
ويُثير هذا التقدم العسكري للجيش السوداني تساؤلات حول مستقبل الصراع وإمكانية الوصول إلى حل سياسي يُنهي الاقتتال. يُشدد المجتمع الدولي على أهمية الحوار والتفاوض بين الطرفين للوصول إلى حل سلمي يُحقّق الاستقرار في السودان ويُجنّب البلاد المزيد من الخسائر البشرية والاقتصادية، ويُعتبر تطويق مناطق سيطرة "الدعم السريع" بشكلٍ عام تطورًا ميدانيًا مهمًا، لكن يبقى الحل السياسي هو السبيل الأمثل لإنهاء الأزمة بشكل دائم.
ويُشكّل تطويق الجيش السوداني لمناطق كانت تحت سيطرة "الدعم السريع" منعطفًا حاسمًا في مسار الصراع يُؤثّر على ديناميكية القتال ويُغيّر من موازين القوة على الأرض، ومع ذلك، تبقى الحاجة مُلحة إلى حل سياسي شامل يُنهي الاقتتال ويُحقّق السلام والاستقرار في السودان.
ويُعوّل المجتمع الدولي على الجهود الدبلوماسية للوصول إلى هذا الهدف وتجنب البلاد المزيد من المعاناة والدمار.