الكاتبة : آية عادل

شهدت بلدة طيردبا في قضاء صور جنوب لبنان أمس الجمعة، غارة إسرائيلية أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى، وذلك في تصعيد جديد للتوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. تُثير هذه الغارة تساؤلات حول طبيعة الأهداف التي تم استهدافها، وتُلقي بظلالها على الوضع الأمني الهش في المنطقة.

   وأعلنت وزارة الصحة العامة اللبنانية، عبر مركز عمليات طوارئ الصحة العامة، عن سقوط شهداء وجرحى جراء غارة إسرائيلية استهدفت بلدة طيردبا في قضاء صور بمحافظة الجنوب، وأوضحت الوزارة في بيان لها أن الغارة أسفرت في حصيلة أولية عن استشهاد شخصين وإصابة اثنين آخرين بجروح، وقد ارتفعت حصيلة الضحايا لاحقًا، حيث أعلنت الوزارة في بيان نهائي عن استشهاد خمسة أشخاص وإصابة أربعة آخرين بجروح.

  وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان بأن مسيرة إسرائيلية استهدفت سيارة في بلدة طيردبا، ما أدى إلى وقوع الضحايا، وقد توجهت سيارات الإسعاف التابعة للدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني إلى مكان الحادث، وقامت بنقل المصابين إلى مستشفيات مدينة صور لتلقي العلاج. كما فرض الجيش اللبناني طوقًا أمنيًا حول المنطقة.

 ولم تتضح حتى الآن بشكل كامل طبيعة الأهداف التي استهدفتها الغارة الإسرائيلية في طيردبا، وتُشير بعض التقارير إلى أن الاستهداف طال سيارة مدنية، ما يُثير تساؤلات حول ما إذا كان الاستهداف مُتعمدًا أم نتيجة خطأ.

وتأتي هذه الغارة في ظل توترات مُستمرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وتُذكر بوقائع مماثلة حدثت في السابق. وقد شهدت المنطقة تصعيدًا ملحوظًا منذ أكتوبر 2023، حيث أسفرت الاشتباكات عن سقوط آلاف الضحايا، غالبيتهم منذ سبتمبر الماضي.

 ومن المُتوقع أن تُثير هذه الغارة ردود فعل مُنددة من الجانب اللبناني، ومن المُمكن أن تُؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة، ويُنتظر صدور بيانات رسمية من الحكومة اللبنانية ومن القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) حول هذه الواقعة.

 وقد أكد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في وقت سابق في يناير، أن حزبه مُستعد للرد على "خروقات إسرائيل لوقف إطلاق النار"، ما يُضيف بُعدًا آخر للوضع المُتصاعد.

  وتُشكل الغارة الإسرائيلية على بلدة طيردبا تطورًا خطيرًا يُنذر بتصعيد جديد في المنطقة، ويُؤكد هذا الحادث على ضرورة التوصل إلى حلول سلمية للنزاعات في المنطقة، ووقف العنف وحماية المدنيين.