أعلنت شركة أوراسكوم كونستراكشون بي. إل. سي. عن بدء عمليات الإنتاج بقدرة 306 ميغاواط من محطة الرياح الجديدة في منطقة رأس غارب بمصر، وذلك قبل الموعد المحدد للتشغيل بأربعة أشهر، وبزيادة قدرها 56 ميغاواط عن المستهدف التعاقدي. ويُعد هذا إنجازًا يُضاف إلى سجل الشركة في مجال الطاقة المتجددة.
وأوضحت شركة أوراسكوم في إفصاح لها للبورصة المصرية اليوم الخميس أن تحالف "رد سي ويند إنيرجي - Red Sea Wind Energy S.A.E" يضم أربع شركات عالمية بنسب مُحددة، حيث تُساهم شركة "إنجي - ENGIE" الفرنسية بنسبة 35%، بينما تمتلك شركة أوراسكوم للإنشاءات نسبة 25% من التحالف، وتُشارك شركة "تويوتا تسوشو - Toyota Tsusho Corporation" بنسبة 20%، بالإضافة إلى شركة "يورس إنيرجي Eurus Energy Holdings Corporation" التي تمتلك أيضًا نسبة 20% من التحالف.
ويعتمد تطوير مشروع محطة طاقة الرياح على نظام البناء والتملك والتشغيل (BOO) لمدة 25 عامًا، وهو نموذج شائع في مشاريع البنية التحتية الكبرى، حيث تتحمل الشركة المنفذة مسؤولية بناء وتشغيل المشروع لفترة زمنية محددة (25 عامًا في هذه الحالة)، ثم يتم نقل ملكيته إلى الدولة. وتُساهم شركة أوراسكوم للإنشاءات في هذا المشروع من خلال تنفيذ أعمال الإنشاءات المدنية، مثل بناء الأساسات والطرق، بالإضافة إلى الأعمال الكهربائية، مثل تركيب وتوصيل المعدات الكهربائية.
وأشارت الشركة إلى أن التحالف المُشرف على المشروع قد نجح في تحقيق الإغلاق المالي لتوسعة المحطة بقدرة إضافية تبلغ 150 ميغاواط. ويُعتبر هذا الإنجاز خطوة هامة تُساهم في رفع القدرة الإجمالية للمشروع إلى 650 ميغاواط. ومن الجدير بالذكر أن هذه المرحلة الجديدة من التوسعة سيتم تمويلها من قبل نفس الجهات التي قامت بتمويل المشروع الأصلي بقدرته البالغة 500 ميغاواط، ما يُؤكد ثقة هذه الجهات في المشروع وجدواه الاقتصادية.
وسيتم تمويل مشروع محطة طاقة الرياح من خلال هيكل تمويلي مُعقد يضم مجموعة من المؤسسات المالية الدولية والإقليمية، بقيادة بنك اليابان للمؤسسة الدولية (JBIC) بالتنسيق مع شركة سوميتومو ميتسوي المصرفية، وبنك نورينشوكين، وسوسيتيه جنرال إس إيه. كما يُشارك في التمويل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD). وتُقدم نيبون لتأمين الصادرات والاستثمار (NEXI) تغطية تأمينية لهذا التمويل. ويلعب بنك "إتش إس بي سي مصر - HSBC Egypt" دورًا هامًا في المشروع كبنك رأس المال العامل ووكيل الضمان المحلي.
وبدأ تشغيل المرحلة الأولى من محطة طاقة الرياح بقدرة إنتاجية تصل إلى 306 ميغاواط، ما يُعد إيذانًا بقرب اكتمال هذا المشروع الضخم. وستستمر عمليات التشغيل والتوصيل بالشبكة الوطنية على مراحل مُتتالية حتى الربع الثالث من عام 2025، حيث ستصل المحطة إلى كامل طاقتها الإنتاجية. وبذلك، سيُحقق المشروع إنجازًا تاريخيًا بتصدّره قائمة أكبر محطات الرياح التشغيلية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ما يُعكس التزام مصر بتعزيز مصادر الطاقة المتجددة.
ومن المُتوقع أن تُنتج محطة الرياح الضخمة، التي تصل قدرتها إلى 650 ميغاواط، كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية النظيفة تكفي لتزويد أكثر من مليون منزل بالكهرباء بشكل مُستمر. بالإضافة إلى ذلك، سيُساهم تشغيل المحطة في خفض الانبعاثات الكربونية بنحو 1.3 مليون طن سنويًا، ما يُعادل إزالة عدد كبير من السيارات من الطرقات، ويُساعد في تحسين جودة الهواء وتقليل التلوث.
وسيُساهم هذا المشروع بشكل كبير في تعزيز إنتاج طاقة الرياح للتحالف في مصر، حيث سيرفع إجمالي القدرة الإنتاجية إلى 912.5 ميغاواط، وإضافة إلى ذلك، يُواصل التحالف جهوده في تطوير مشاريع جديدة في هذا القطاع، حيث بدأ بالفعل في إجراء دراسات الجدوى والتقييم الفني والاقتصادي لتطوير محطة رياح جديدة بقدرة 1 غيغاواط على قطعة أرض تم تخصيصها للتحالف من قِبل الحكومة المصرية.