قال مسؤولون صينيون يوم الأربعاء إن أكثر من 400 شخص حوصروا تحت الأنقاض في منطقة التبت التي ضربها زلزال وإن عددا غير معروف من الأشخاص ما زالوا في عداد المفقودين بعد أن هز زلزال سفوح جبال الهيمالايا وتسبب في تغيير معالم المنطقة. وكان مركز الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة على مقياس ريختر يوم الثلاثاء، والذي يعد أحد أقوى الزلازل التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة، يقع في تينجري في التبت الصينية على بعد نحو 80 كيلومترا شمال جبل إيفرست أعلى جبل في العالم. كما هز الزلزال المباني في نيبال وبوتان والهند المجاورة.

وبحسب تحليل أجرته هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، فإن الزلزال كان قويا لدرجة أن جزءا من التضاريس عند مركز الزلزال ومحيطه انزلق بمقدار 1.6 متر (5.2 قدم) على مسافة 80 كيلومترا (50 ميلا). وبعد أربع وعشرين ساعة من وقوع الزلزال، كان من الممكن أن يتحمل أولئك المحاصرون تحت الأنقاض ليلة في درجات حرارة تحت الصفر، مما يزيد من الضغوط على رجال الإنقاذ الذين يبحثون عن ناجين في منطقة بحجم كمبوديا.

وانخفضت درجات الحرارة في المنطقة المرتفعة إلى 18 درجة مئوية تحت الصفر (0 درجة فهرنهايت) خلال الليل. ويقول الخبراء إن الأشخاص المحاصرين أو الذين ليس لديهم مأوى معرضون لخطر انخفاض حرارة الجسم السريع وقد لا يتمكنون من العيش إلا لمدة تتراوح بين خمس إلى عشر ساعات حتى لو لم يصابوا بأذى. وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية أن 126 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم وأصيب 188 آخرون على الجانب التبتي. ولم ترد أنباء عن وفيات في نيبال أو في أي مكان آخر.

ولم تعلن السلطات الصينية بعد عن عدد المفقودين. وفي نيبال، قال مسؤول لرويترز إن الزلزال دمر مبنى مدرسة في قرية بالقرب من جبل إيفرست، الذي يمتد على الحدود النيبالية التبتية. ولم يكن أحد بالداخل في ذلك الوقت.

وقال المتسلق الألماني جوست كوبوش إنه كان فوق معسكر قاعدة إيفرست على الجانب النيبالي عندما ضرب الزلزال. واهتزت خيمته بعنف وشاهد عدة انهيارات جليدية تتساقط. ولم يصب بأذى.

وقال كوبوش لرويترز في مكالمة فيديو "أتسلق إيفرست في الشتاء بمفردي... ويبدو أنني المتسلق الوحيد هناك، ولا يوجد أحد في معسكر القاعدة".

وقالت شركة تنظيم رحلاته، ساتوري أدفنتشر، إن كوبوش غادر معسكر القاعدة وكان ينزل إلى نامشي بازار يوم الأربعاء في طريقه إلى كاتماندو.

لكن في التبت، كانت الأضرار جسيمة.