الكاتبة : أمل شريف

ذكرت السلطات يوم الخميس أن سلسلة من الهجمات بطائرات مسيرة أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي في الخرطوم وضواحيها، بينما استمرت قوات الدعم السريع شبه العسكرية في شن هجمات بعيدة المدى بعد أكثر من عامين من النزاع مع الجيش السوداني. وقد عمدت قوات الدعم السريع، التي تعرضت للطرد من مناطق واسعة في وسط السودان خلال الأشهر الأخيرة، إلى تغيير استراتيجيتها من الهجمات البرية إلى استخدام الطائرات المسيرة لاستهداف محطات الطاقة والسدود والبنى التحتية في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش.

قالت الشركة السودانية للكهرباء في بيان لها إن الطائرات المسيرة استهدفت ولاية الخرطوم مساء الأربعاء. وأوضحت أن الفرق الفنية تعمل على إخماد حرائق كبيرة وتقييم الأضرار وإصلاح ما يمكن إصلاحه.

لقد دمرت الحرب بين القوتين البلاد وأجبرت أكثر من 13 مليون شخص على النزوح من منازلهم، نتج عنها انتشار المجاعة والأمراض، فضلاً عن مقتل عشرات الآلاف في أعمال القتال.

أدت الهجمات بطائرات مسيرة التي شنتها قوات الدعم السريع على مدينة بورتسودان، التي تُعتبر عاصمة الجيش في زمن الحرب، إلى حدوث انقطاعات طويلة للتيار الكهربائي في مختلف أنحاء البلاد.

كما أثرت هذه الغارات على إمدادات المياه، مما زاد من صعوبة الأوضاع وزاد من خطر انتشار الكوليرا وأمراض أخرى. في الوقت نفسه، استمرت المعارك البرية في منطقة جنوب أم درمان، إحدى مناطق الخرطوم الكبرى، حيث يقوم الجيش بمهاجمة معاقل قوات الدعم السريع وفقًا لمصادر عسكرية.

تسببت هذه الاشتباكات أيضًا في نزوح آلاف الأشخاص في أكثر خطوط المواجهة نشاطًا في ولاية غرب كردفان. هناك، يسعى الجيش لتأمين مناطق إنتاج النفط الرئيسية والتقدم نحو معاقل قوات الدعم السريع في إقليم دارفور، حيث يحاول كسر الحصار المفروض على مدينة الفاشر، آخر معقل له في المنطقة.

ووفقًا للأمم المتحدة، فإن الحرب التي اندلعت بسبب النزاع حول الانتقال إلى الحكم المدني أدت إلى معاناة نصف السكان من الجوع الحاد. ورغم تبدل مسار الصراع بشكل متكرر، إلا أنه لم يبدو على أي من الجانبين اقتراب تحقيق انتصار حاسم.