الكاتبة : أمل شريف

بعد فترة من التقلبات الحادة للأسهم الأمريكية نتيجة التراجع الناجم عن الرسوم الجمركية، يشعر المستثمرون بالقلق من التحديات التي قد تعيق السوق من تحقيق نمو أكبر على المدى القريب.

ساهم موسم أرباح الربع الأول، الذي جاء أفضل مما كان متوقعًا، بالإضافة إلى التفاؤل بتجنب أسوأ الأمور، في تعزيز المكاسب الأخيرة في سوق الأسهم. جاء هذا بعد أن أدت تصريحات الرئيس دونالد ترامب في الثاني من أبريل عن فرض رسوم جمركية شاملة إلى موجة من التقلبات الحادة.

شهدت التطورات المتعلقة بالتوصل إلى اتفاقات مع أهم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، وأبرزهم الصين، تحسنًا ملحوظًا يوم الثلاثاء. خيمت أجواء من التشاؤم على وول ستريت خلال جلسات التداول التقليدية، قبل أن يتحول الاتجاه في المساء بعد أن تم الإعلان عن لقاء مرتقب بين كبار المسؤولين الأمريكيين ونظرائهم الصينيين في سويسرا خلال الأسبوع.

مع ذلك، قد تواجه الأسهم بعض التحديات، حيث يتم تداولها بمستويات تقييم أعلى مقارنة بما كانت عليه بعد الانخفاضات الأخيرة، بينما لا تزال الشركات تعاني من ضبابية في التوقعات الاقتصادية والأرباح بسبب تقلبات السوق، وفقًا لما أشار إليه المستثمرون. وفي بداية الأسبوع، تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بعد أن عوض خسائره التي تكبدها منذ الثاني من أبريل.

علق مايكل رينولدز، نائب رئيس استراتيجية الاستثمار في جلينميد، قائلًا: "لقد فوجئنا بحجم وسرعة انتعاش السوق". وأضاف: "نعتقد أن الأسواق ربما تكون مفرطة في التفاؤل مقارنة بموقفنا خلال المفاوضات، وأن الكثير لا يزال غير مؤكد".

يُعتبر التقدم في التجارة، مثل الصفقات مع الشركاء التجاريين الرئيسيين، من العوامل التي قد تدفع الأسهم للصعود. كما يتم التركيز على اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي سيعقد يوم الأربعاء، وما إذا كان البنك المركزي سيتجه نحو استئناف تخفيضات أسعار الفائدة.

سيتقابل وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ في سويسرا لاحقًا هذا الأسبوع. وأشار بيسنت إلى أن هذا الاجتماع، على الأقل في الوقت الراهن، يهدف إلى "تهدئة التوترات".

على الرغم من الانتعاش الأخير، الذي شهد سلسلة من المكاسب تسع جلسات انتهت يوم الجمعة، لا يزال مؤشر ستاندرد آند بورز 500 منخفضًا بأكثر من 8% عن أعلى مستوى قياسي بلغه في فبراير.