الكاتبة : أمل شريف

أعلنت إسرائيل عن تنفيذ ضربات عسكرية في سوريا ضد "جماعة متطرفة" هاجمت أفراد الطائفة الدرزية، وذلك استنادًا إلى التزامها بحماية هذه الأقلية في ظل انتشار العنف الطائفي الخطير قرب دمشق يوم الأربعاء.

من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية السورية بيانًا ترفض فيه "جميع أشكال التدخل الأجنبي" في الشؤون الداخلية للبلاد، على الرغم من عدم ذكرها لإسرائيل محددةً التزام سوريا بحماية جميع الفئات، بما في ذلك "الطائفة الدرزية النبيلة".

تعتبر هذه المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل عن تنفيذ ضربة عسكرية دعماً للدروز السوريين منذ الإطاحة ببشار الأسد. هذا يعكس عدم الثقة الكبير لدى إسرائيل بالإسلاميين السنة الذين تولوا السلطة بعد الأسد، ويشكل تحديًا إضافيًا للجهود التي يبذلها الرئيس المؤقت أحمد الشرع لاستعادة السيطرة على البلاد المنقسمة.

تتبع الطائفة الدرزية عقيدة فرعية من الإسلام، ولها اتباع في سوريا ولبنان وإسرائيل. وفي تصريحات له، أكد كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي كاتس أن الجيش قام بـ "عملية تحذيرية" ضد الجماعات المتطرفة التي كانت تستعد لمهاجمة الدروز في منطقة صحنايا.

وأضافا أنه تم توجيه رسالة إلى النظام السوري تؤكد على توقعات إسرائيل منه في ضرورة التحرك لحماية الدروز.

منذ الإطاحة بالأسد في ديسمبر/كانون الأول، احتلت إسرائيل أراضٍ في جنوب غرب سوريا وتعهدت بحماية الدروز، كما ضغطت على واشنطن للإبقاء على الدولة المجاورة ضعيفة، حيث تم تدمير العديد من الأسلحة الثقيلة التابعة للجيش السوري بعد الإطاحة بالأسد.

وعلى الرغم من أن الشرع، الذي قاد سابقًا تنظيم القاعدة قبل أن ينفي علاقته به عام 2016، قد تعهد مرارًا بالتزامه بحكم سوريا بشكل شامل، إلا أن أحداث العنف الطائفي، بما في ذلك مقتل مئات من العلويين في مارس/آذار، قد زادت من قلق الأقليات حيال الإسلاميين الذين باتوا يسيطرون على الوضع.

بدأت الأحداث العنيفة يوم الثلاثاء عندما وقعت اشتباكات بين مسلحين من الدروز والسنة في منطقة جرمانا ذات الغالبية الدرزية، حيث اشتعلت التوترات بسبب شائعات حول تسجيل صوتي يهين النبي محمد ويُعتقد أن أحد الدروز قد أعده. وأسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل أكثر من اثني عشر شخصًا، قبل أن يمتد العنف ليشمل صحنايا يوم الأربعاء.

وفي بيان لوكالة الأنباء الرسمية (سانا)، أوضح مدير أمن ريف دمشق أنه تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في جرمانا، ولكن الخارجين عن القانون قد زادوا من هجماتهم في منطقة صحنايا، مما أسفر عن مقتل 16 عنصرًا من قوات الأمن. وذكرت مصادر أمنية أنه تم نشر المئات من قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية في صحنايا وضواحيها بعد اتفاق مع وجهاء الدروز. وقد أفاد السكان بأن الوضع قد شهد هدوءاً نسبياً بعد جولات العنف، مع سماع إطلاق نار متقطع فقط.