الكاتبة : آية عادل

دمنهور – البحيرة: وسط إجراءات أمنية مشددة، وصلت منذ قليل أسرة الطفل "ياسين" المجني عليه في قضية هتك عرضه المروعة داخل مدرسة الكرمة الخاصة للغات بمدينة دمنهور، إلى مقر محكمة جنوب دمنهور، اليوم الأربعاء الموافق 30 أبريل 2025، لحضور أولى جلسات محاكمة المتهم بارتكاب الاعتداء الجنسي على نجلهم الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره وقت وقوع الجريمة المزعومة.

شهد محيط المحكمة تعزيزات أمنية مكثفة منذ الصباح الباكر، وذلك تزامنًا مع بدء أولى فصول محاكمة الموظف الإداري بالمدرسة الخاصة، الذي يواجه اتهامات خطيرة بهتك عرض الطفل "ياسين" داخل حرم المؤسسة التعليمية التي كان من المفترض أن تكون مكانًا آمنًا له.

عام من الانتظار والأمل في تحقيق العدالة:

كشف المحامي عصام مهنا، الموكل من قبل أسرة الطفل، أن الواقعة تعود إلى نحو عام مضى، حين بادرت والدة "ياسين" بتقديم بلاغ رسمي إلى النيابة العامة، متهمة أحد مسؤولي مدرسة الكرمة بارتكاب جريمة الاعتداء الجنسي على طفلها الذي كان يبلغ من العمر خمس سنوات آنذاك.

وأوضح المحامي أن التحقيقات الأولية حملت في طياتها تقريرًا صادراً عن مصلحة الطب الشرعي، والذي أكد بما لا يدع مجالًا للشك وجود اعتداء جنسي متكرر على الطفل الصغير. ورغم ثبوت هذه الأدلة الأولية، اتخذت النيابة قرارًا بحفظ القضية لاحقًا، مبررة ذلك بعدم كفاية الأدلة في حينه، وهو ما أثار استياء وغضب أسرة الطفل والرأي العام.

تظلم وإعادة فتح التحقيقات.. بصيص أمل جديد:

لم تستسلم أسرة "ياسين" لقرار الحفظ، حيث تقدم المحامي عصام مهنا بتظلم رسمي إلى النائب العام، مطالبًا بإعادة النظر في القضية وكشف الحقيقة. وقد أثمر هذا التظلم عن قرار من النائب العام بإعادة فتح التحقيقات، لتشهد القضية تطورات جديدة ومهمة.

من أبرز هذه التطورات، بحسب الدفاع، مواجهة الطفل "ياسين" بالمتهم في أكثر من مناسبة، حيث تمكن الطفل، على الرغم من صغر سنه، من التعرف عليه بوضوح. كما تم استدعاء الطبيب الشرعي للاستماع إلى أقواله مرة أخرى، ليؤكد مجددًا وجود آثار واضحة تشير إلى تعرض الطفل لاعتداء جنسي متكرر.

وأشار الدفاع إلى أن الاستئناف الذي تم تقديمه على قرار الحفظ قد قُبل في نهاية المطاف، ليتقرر إحالة المتهم إلى المحكمة الجنائية بتهمة هتك عرض طفل، وهو ما يمثل خطوة هامة نحو تحقيق العدالة التي تطالب بها أسرة "ياسين" والمجتمع المحلي.

اليوم.. بداية محاكمة ينتظرها الجميع:

 وتُعقد اليوم أولى جلسات محاكمة المتهم في هذه القضية التي هزت أركان المجتمع في دمنهور وأثارت موجة من الغضب والاستنكار على منصات التواصل الاجتماعي، مطالبة بإنزال أقصى العقوبات على الجاني وكل من يثبت تورطه في التستر على هذه الجريمة البشعة.

  وعيون الجميع تتجه اليوم نحو محكمة جنوب دمنهور، حيث تتطلع أسرة "ياسين" إلى بداية إجراءات قضائية عادلة وشفافة، تضع حدًا لمعاناتهم وتقتص لطفلهم البريء الذي تعرض لأبشع أنواع الانتهاك في مكان كان من المفترض أن يوفر له الحماية والأمان. هذه الجلسة الأولى تمثل خطوة حاسمة في مسيرة تحقيق العدل، والتي طال انتظارها.