الكاتبة : آية عادل
في تصريح صادم يعكس عمق المأساة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، أكد مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني أن أطفال غزة باتوا يتضورون جوعًا بفعل سياسة "تجويع متعمدة" تنتهجها إسرائيل منذ ما يقارب الشهرين.
وقال لازاريني عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا):
"في غزة، الأطفال يتضورون جوعًا، وتواصل حكومة إسرائيل منع دخول الغذاء والأساسيات الأخرى. إنه تجويع من صنع الإنسان وبدوافع سياسية"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأشار إلى أن إغلاق المعابر بشكل مشدد منذ 2 مارس الماضي، حرم السكان من المواد الغذائية والإمدادات الأساسية، وسط صمت دولي وتجاهل للدعوات المتكررة لإدخال المساعدات.
وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد أعلن يوم الجمعة عن نفاد مخزونه الغذائي بالكامل في غزة، محذرًا من كارثة إنسانية وشيكة في حال استمرار الحصار.
عدوان متواصل: شهداء ودمار
ميدانيًا، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، حيث استشهد سبعة فلسطينيين على الأقل، وأصيب العشرات، فجر السبت، جراء قصف جوي عنيف استهدف منزلين في مخيم الشاطئ وحي الصبرة بمدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال قصفت منزلًا في مخيم الشاطئ غرب غزة، ما أدى لاستشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة عدد آخر. كما تم قصف منزل ثانٍ في حي الصبرة بشارع الثلاثيني، مما أسفر عن أربعة شهداء وعدد من الجرحى، ولا تزال طواقم الدفاع المدني تحاول انتشال المفقودين من تحت الأنقاض.
ولم يتوقف العدوان عند هذا الحد، إذ قصفت مدفعية الاحتلال المناطق الشرقية من مدينة غزة، بالتزامن مع تفجير عدد كبير من المنازل السكنية، ما أسفر عن موجة نزوح جديدة للأهالي الذين باتوا يبحثون عن مأوى في ظل غياب الأمن والغذاء والدواء.
كارثة إنسانية تتفاقم
وبلغ الوضع الإنساني في غزة مرحلة غير مسبوقة من الخطورة، مع تسجيل حالات وفاة بسبب الجوع، ونقص الأدوية، وانهيار شبه تام للقطاع الصحي، وسط حصار مطبق وانقطاع المساعدات.
وما يزال المجتمع الدولي مطالبًا بتحرك عاجل وفعّال لوقف الحصار وإدخال المساعدات، تفاديًا لانزلاق غزة إلى مجاعة شاملة قد تُصنف ضمن أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.