في استمرارٍ لعدوانه المتصاعد على محافظة جنين، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، على تجريف عدد من الشوارع الرئيسية والفرعية في بلدة برقين غرب مدينة جنين، في خطوة اعتبرها مراقبون تصعيدًا خطيرًا ضمن سياسة العقاب الجماعي والتضييق على حركة المواطنين الفلسطينيين.
وذكرت مصادر محلية، نقلًا عن وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن جرافات الاحتلال شرعت منذ ساعات الصباح الباكر بتجريف الشارع الرابط بين بلدة برقين وقرية الهاشمية، بالإضافة إلى طرق فرعية أخرى في محيط المنطقة، مما أدى إلى شلل جزئي في حركة التنقل وتعطيل مصالح المواطنين.
ولم تكتف قوات الاحتلال بذلك، بل نشرت آلياتها العسكرية وفرق المشاة في قريتي كفير والهاشمية، غرب جنين، دون تسجيل أي مداهمات أو اعتقالات حتى لحظة إعداد هذا التقرير. ومع ذلك، فإن هذا الانتشار المكثف يُنذر بإمكانية تصعيد إضافي في الساعات المقبلة.
وتأتي هذه الانتهاكات ضمن حملة عسكرية متواصلة تشهدها مدينة جنين ومخيمها منذ 88 يومًا على التوالي، أسفرت حتى الآن عن ارتقاء 38 شهيدًا، إلى جانب عشرات الإصابات والاعتقالات، وسط صمت دولي وعجز واضح في وقف الجرائم المستمرة بحق المدنيين الفلسطينيين.
ويؤكد أهالي جنين أن هذه الممارسات لا تستهدف فقط البنية التحتية، بل تسعى أيضًا لكسر إرادة الصمود والتحدي لدى المواطنين، الذين يواجهون يوميًا سياسات الحصار، والاجتياحات، والاعتقالات، وتدمير الممتلكات.
في ظل هذا التصعيد، تطالب المؤسسات الحقوقية والإنسانية المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، والتحرك العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين، لا سيما في المناطق التي تتعرض لحصار وتنكيل ممنهج.