في تصعيد جديد للتوترات الإقليمية، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، مساء الخميس، عن تنفيذ ضربات جوية استهدفت ميناء رأس عيسى النفطي الواقع تحت سيطرة جماعة الحوثي غربي اليمن، وذلك في إطار ما وصفته بـ"جهود مستمرة لحرمان الحوثيين من مصادر تمويلهم الإرهابية".
استهداف البنية التحتية الاقتصادية للحوثيين
وأوضح بيان صادر عن القيادة المركزية الأمريكية أن الضربة جاءت استجابة لـ"استمرار استخدام الحوثيين للميناء كمصدر للوقود الذي يغذي عملياتهم العسكرية"، مؤكدة أن هذه الموارد تمثل "شرياناً مالياً حيوياً يدعم أنشطتهم الإرهابية في المنطقة منذ أكثر من 10 سنوات".
وأشار البيان إلى أن الهدف من هذا التحرك العسكري هو إضعاف القوة الاقتصادية للجماعة الحوثية، التي "تستغل موارد الدولة لصالح مشروعها العسكري والسياسي، وتُمعن في إلحاق الأذى بالشعب اليمني"، مؤكداً أن الضربة لم تستهدف المدنيين ولا الشعب اليمني، بل جاءت ضد بنية تحتية تستغلها جماعة مصنفة إرهابية.
إدانة استغلال العائدات النفطية
اتهمت القيادة المركزية الأمريكية جماعة الحوثي باستخدام عائدات الوقود المهرّب لتمويل أنشطتها الإرهابية، مشيرة إلى أن تلك العائدات تُحصّل من مبيعات غير قانونية عبر ميناء رأس عيسى، رغم أن اليمن بات مدرجًا رسميًا على قائمة الإرهاب الأجنبية منذ 5 أبريل/نيسان 2025.
وشددت على ضرورة إيصال الوقود للشعب اليمني بطرق شرعية وعبر قنوات رسمية، بعيدًا عن شبكات التهريب والاختلاس التي يستفيد منها الحوثيون اقتصاديًا وعسكريًا.
رد حوثي مقتضب
وفي المقابل، ذكرت وسائل إعلام تابعة للحوثيين أن "سلسلة من الغارات الجوية الأمريكية استهدفت ميناء رأس عيسى"، دون تقديم تفاصيل إضافية حول الأضرار أو عدد الضربات، فيما لم تُصدر الجماعة بيانًا رسميًا حتى الآن.
خلفية الصراع
ويُعد ميناء رأس عيسى أحد الموانئ الحيوية لتصدير النفط وتوريد الوقود في اليمن، ويقع تحت سيطرة جماعة الحوثي منذ اندلاع النزاع في البلاد عام 2015.
وقد استخدمته الجماعة، وفقًا لتقارير دولية، كأحد المنافذ الرئيسية لتمويل عملياتها العسكرية، سواء عبر الضرائب أو رسوم الدخول أو تجارة الوقود غير المشروعة.