أطلقت الصين وفيتنام خطوات أولية نحو تطوير خطوط سكك حديدية جديدة خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى هانوي هذا الأسبوع، حيث توصل البلدان إلى اتفاق لإجراء دراسات جدوى لخطين، بحسب ما أفادت به تقارير رويترز. وقد ناقش البلدان  لفترة طويلة خططاً لتحديث خطوط السكك الحديدية التي أنشأها الاستعماريون الفرنسيون قبل أكثر من مائة عام، إضافة إلى تطوير خط سكك حديدية ثالث يربط بين سواحلهما.

في ظل المخاوف المتزايدة من الرسوم الجمركية الأمريكية، دعا شي فيتنام يوم الاثنين إلى تعزيز سلاسل التوريد، حيث يجري تجميع العديد من المكونات المصنعة في الصين في شمال فيتنام قبل تصديرها.

وقال الرئيس الفيتنامي تو لام إن إنشاء الخطوط الثلاثة يشكل "الأولوية القصوى" في التعاون بين الدولتين في مجال البنية التحتية، وحثّ على تقديم قروض ميسرة من الصين.

وقد تم الاتفاق على أن تتولى الصين إجراء دراسات جدوى لاثنين من خطوط السكك الحديدية المقررة بتكلفة تقدر بحوالي 9.95 مليون يوان (ما يعادل 1.36 مليون دولار)، وفقاً لوثيقة التعاون التي اطلعت عليها رويترز وتتكون من صفحتين . ومن المقرر أن تُنجز الدراسات في غضون 12 شهراً من اختيار المقاول، على الرغم من عدم تحديد موعد نهائي لذلك.

ويتعلق الاتفاق بخط سكك حديد يربط منطقة قوانغشي بجنوب الصين بالعاصمة الفيتنامية هانوي، وآخر يربط بين مدينتي شنتشن وهايفونغ الساحليتين. على الرغم من أن هناك بالفعل خط سكك حديد يمتد من ناننينغ في قوانغشي إلى هانوي، إلا أن الركاب والبضائع يحتاجون إلى تبديل القطارات عند الحدود بسبب اختلاف مقاييس السكك الحديدية الفيتنامية عن تلك المستخدمة في الصين والتي تعود إلى فترة الاستعمار.

لطالما أثر انعدام الثقة بين البلدين، اللذين يحكمانهما الأحزاب الشيوعية، على تقدم مشروع السكك الحديدية، خاصة بعد النزاع الحدودي القصير الذي نشب في أواخر السبعينيات والخلافات المستمرة فيما يتعلق ببحر الصين الجنوبي. ومع ذلك، فقد ظهرت مؤشرات في الأشهر الأخيرة على أن الاعتبارات الاقتصادية قد أخذت الأولوية على المخاوف الأمنية.

في فبراير، أعلن البرلمان الفيتنامي عن بدء العمل في مشروع خط سكك حديد ثالث يربط الساحل الشمالي لفيتنام بمدينة كونمينغ في الصين، مع تقدير تكلفة الجزء الذي سيمر عبر فيتنام بمبلغ 8.3 مليار دولار، مع احتمال تمويل جزء من هذا المبلغ بقروض من الصين.

تجدر الإشارة إلى أن الجزء الفيتنامي من هذا الخط أيضاً يعود إلى فترة الاستعمار الفرنسي. وحتى الآن، لم يتم الإعلان عن أي قروض خلال زيارة شي، التي من المتوقع أن تنتهي يوم الثلاثاء بعد إطلاق ما يُعرف بـ "تعاون السكك الحديدية بين فيتنام والصين".