منذ شهر مايو 2023، توجد الباحثة الروسية سينيا بيتروفا في الولايات المتحدة بموجب تأشيرة دراسية تُتيح لها العمل في جامعة هارفارد الأمريكية. لكن في فبراير الماضي، تعرضت لمشكلة خلال عودتها من رحلة عمل في فرنسا، حيث اصطحبها ضابطان من الجمارك وحرس الحدود إلى غرفة لتفتيش أمتعتها. أثناء التفتيش، عُثر على صورة في هاتفها تسببّت في احتجازها داخل منشأة للهجرة في ولاية لويزيانا وإلغاء تأشيرتها الدراسية منذ ذلك الحين.
قمع البحث العلمي
وفقًا لجريجوري رومانوفسكي، محامي بيتروفا، فإنها تواجه احتمال ترحيلها من الولايات المتحدة بسبب مخاوفها من الاعتقال في بلدها نتيجة مواقفها المعارضة للحرب على أوكرانيا. وأوضح المحامي لشبكة NBC News أن السلطات عثرت على عينات غير مرخصة من أجنة الضفادع في أمتعتها، كانت تنقلها بناءً على طلب أستاذها المشرف بجامعة هارفارد بالتعاون مع مختبر فرنسي. بسبب قلة خبرتها في عملية انتقال هذه المواد العلمية دوليًا، لم تبلغ بيتروفا عن العينات ولم تراعِ المتطلبات القانونية لإحضارها إلى الولايات المتحدة.
وأكد رومانوفسكي أنه كان من الممكن أن تحدد هيئة الجمارك عقوبات أقل على هذا النوع من المخالفات، مثل مصادرة العينات وفرض غرامة قدرها 500 دولار تقريبًا. لكن بدلًا من ذلك، تم اتخاذ قرار أكثر حدة بإلغاء تأشيرتها الدراسية، مع تبعات قانونية جديّة.
مخاوف العودة إلى روسيا
تنص المادة 212 من قانون الهجرة والجنسية الأمريكي على إمكانية رفض دخول الأفراد للولايات المتحدة لأسباب تتعلق بالمشاكل الصحية أو السجل الجنائي أو الإرهاب. غير أن حالة بيتروفا لا تنطبق عليها أي من تلك الأسباب. ومع ذلك، جرى منحها خيارين من هيئة الجمارك وحرس الحدود:
- الخيار الأول كان أن تسحب طلب دخولها إلى الولايات المتحدة وتغادر طوعًا، مع إمكانية التقدم لاحقًا للحصول على تأشيرة جديدة عبر سفارة بلد آخر.
- الخيار الثاني يفرض ترحيلها الفوري إلى باريس، مما يمنعها من العودة إلى الولايات المتحدة لمدة 5 سنوات على الأقل بموجب قوانين الترحيل.
بيتروفا تخشى العودة إلى روسيا بسبب اعتقال سابق تعرّضت له عام 2022 إثر نشاطها السياسي المناهض للحرب. بناءً على مفاوضاتها مع السلطات الأمريكية، اختارت العودة إلى فرنسا لتجنب تداعيات سياسية خطيرة في وطنها.
السياسات الأمريكية تحت إدارة ترامب
يأتي احتجاز سينيا بيتروفا كجزء من حملة واسعة ضد الهجرة شنتها إدارة ترامب، والتي تضمنت إلغاء العديد من التأشيرات الطلابية واستهداف الباحثين والعلماء، خصوصًا الناشطين منهم. أوقفت الإدارة أيضًا تمويل مشاريع علمية أساسية، مما دفع كثيرًا من الأكاديميين إلى التظاهر دفاعًا عن حرية التعبير داخل الجامعات.
إضافة إلى ذلك، واجه الطلاب الأجانب الذين أدانوا انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان مع قمع متزايد من الإدارة الأمريكية، بما في ذلك اعتقالات وأوامر ترحيل، وهو ما شكل جزءًا من سياسة تقييد المعارضة تحت قيادة ترامب.
أسئلة متعلقة:
- ما العقوبة النموذجية لمخالفة إدخال عينات علمية غير مرخصة إلى أمريكا؟
- كيف أثرت سياسات إدارة ترامب على الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة؟
- لماذا تخشى سينيا بيتروفا العودة إلى روسيا بعد الأحداث الأخيرة؟
- كم سنة ستُمنع بيتروفا من دخول الولايات المتحدة إذا خضعت لأمر الترحيل؟
- ما الأسباب التي دفعت بيتروفا إلى اختيار فرنسا بدلًا من العودة إلى روسيا؟