اختتم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، مساء الثلاثاء، محادثاتهما الهاتفية حول الحرب الروسية-الأوكرانية، والتي تناولت مقترحًا أمريكيًا لهدنة في أوكرانيا، إلى جانب بحث سبل "تطبيع العلاقات الأمريكية-الروسية".

صرّح ترامب بأن عملية السلام قد انطلقت بالفعل لتُوقف حربًا أكد أنها لن تكون قائمة لو كان رئيسًا آنذاك، بينما شدّد بوتين على ضرورة أن يكون حل النزاع شاملًا ومستدامًا.

ترامب وصف المحادثة الهاتفية مع بوتين بأنها "جيدة للغاية" و"مثمرة"، مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق خلالها على وقف فوري لإطلاق النار الذي يستهدف المنشآت الحيوية والبنية التحتية في أوكرانيا وروسيا. عقب ذلك، نشر ترامب تغريدة عبر منصة "سوشيال تروث"، أعلن فيها عن السعي نحو وقف كامل لإطلاق النار ومناقشة بنود اتفاق سلام شامل نظرًا لاستمرار الخسائر البشرية. وأعرب ترامب عن أمله في تحقيق تقدم سريع لما فيه مصلحة الإنسانية.

في تطور موضوعي، أعلن الكرملين عن قبول بوتين هدنة لمدة 30 يومًا تتضمن وقف استهداف البنية التحتية للطاقة، وأصدر أوامره للجيش الروسي بهذا الصدد. كما تم الاتفاق على تبادل 175 أسيرًا بين الطرفين، وفقًا لبيان رسمي. وأوضح البيان أن البلدين بصدد تشكيل فرق خبراء مشتركة لمناقشة سبل إنهاء الأزمة الأوكرانية.

وخلال المكالمة، قال بوتين إن حل الصراع يجب أن يأخذ بعين الاعتبار المصالح الأمنية لروسيا وأسباب النزاع الأساسية. وأضاف أن النقاط المطروحة تضمنت ضمانات مراقبة الهدنة ومنع الجانب الأوكراني من استغلالها لتعزيز قدراته العسكرية مجددًا.

وأشار الكرملين أيضًا إلى استمرار بعض الخلافات المتعلقة بآليات ضبط وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن بوتين وترامب اتفقا على مواصلة التواصل المباشر لحل هذه القضايا. يُذكر أن هذه المكالمة هي الثانية منذ تولي ترامب المنصب في يناير الماضي، بعد محادثة سابقة في فبراير. ترامب كان قد ألمح خلال حملته الانتخابية إلى إمكانية حل الأزمة بمكالمة هاتفية واحدة، مشيدًا بعلاقته الجيدة مع بوتين.

من جانبه، أفاد الدكتور جمال سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس، أن أي هدنة أو تسوية لن تكون إلا بشروط روسيا باعتبارها الطرف الأقوى والمسيطر ميدانيًا. وأوضح أن نجاح ترامب في هذا الملف قد يأتي على حساب أوكرانيا، التي ستضطر إلى التعايش مع الأمر الواقع الذي فرضته روسيا.

وحول تأثير الهدنة على مصر، لفت سلامة إلى أن العلاقات التجارية بين روسيا وأوكرانيا ظلت قائمة رغم الحرب أو السلام، مشددًا على أن ما أُشيع حول تأثير الصراع على سلاسل الإمداد قد يكون مبالغًا فيه وغير دقيق.